ولمعرفة أسباب تنامي الظاهرة جراء المشاجرات واستعمال الأسلحة في رمضان، اتصلت »صوت الأحرار« ببعض المختصين في علم الاجتماع لتحليل ومناقشة الظاهرة، أرجع المختص في علم الاجتماع الأستاذ سعيد عيادي، أن انتشار ظاهرة العنف والمشاجرات خلال شهر رمضان يمكن أن نفسرها من أبعاد مختلفة التي تؤثر في سلوكات بعض المواطنين و يتسم سلوكهم بنزعة عدوانية يغلب عليها طابع الاستفزاز إذ يكمن البعد الأول فيما يسمى بظاهرة الابلاس ومعنى هذا السلوك أن يسعى هذا الفرد الى مناقضة القيم الأخلاقية والسلوكية التي يحملها شهر رمضان ، فعوض أن يكون هادئا وحكيما يصبح عدوانيا إزاء الآخرين و خلفية ذلك أن يبرر شخصيته على كونها ترفض القبول والانصياع مع القيم الشهر الفضيل. والبعد الثاني هو وقوع هذا الفرد تحت تأثيرات ضغط نفسي روحي بحيث لا يستطيع إبداء الوفاء لشهر الصيام فهو يخلق قاعدة مستواه الشخصي ويحاول أن يلحق مزيدا من الضرر بآخرين والانتصار للفكرة الرائدة والمتداولة تحت اسم »يغلبو رمضان« ، إلى جانب عدم قدرة هذا الفرد على التكيف مع نمط الحياة الاجتماعية في شهر الصيام، مؤكدا أن أغلب أشكال العنف تسمى بالعنف الغذائي فقل ما يشعرون بالجوع والعطش أو الحاجة إلى الأكل فيسقطون حاجتهم الغذائية في السلوك العنفي، خاصة وان الصيام يجعل الفرد يعيش في عالمه الخاص ويقلل ما ألفه من قبل سلوكيات اجتماعية تواصلية فيحولون فراغهم وانشغالهم إلى قلق ونرفزة. وللتقليل من ظاهرة العنف بين الأشخاص، نصح محدثنا بتكثيف دور منظمات المجتمع المدني المختصة بالتكفل بالشباب المهمّش وكذا العمل على ترقية الخطاب الديني سواء في المساجد أو على مستوى جميع وسائل الإعلام، كما دعا بتكفل إطارات وزارة العدل لتخصيص هيئاتها الإرشادية للاعتناء بأحوال هذه الفئة المهمّشة سيما الشباب منهم.