كشفت صحيفة »الشرق« القطرية في عددها الصادر الأربعاء الماضي نص خطاب قالت إن محمد دحلان المسؤول الأمني الفلسطيني السابق أرسله في 13 جويلية 2003، إلى شاؤول موفاز وزير الدفاع في حكومة ارئيل شارون في حينه . ويطلب دحلان في الخطاب أن يتم قتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات »بطريقتنا«، ويحدد أساليب قتله بالسم أو بالمرض أو أن يتم ذلك باسم حركة »حماس«، أو حركة الجهاد الإسلامي. وذكرت الصحيفة أن مراسلها حصل من »فتح الأصالة« على النص الكامل للرسالة بالغة الخطورة، والتي تصب في ذات الاتجاه الذي يذهب إليه محضر اجتماع عباس دحلان مع شارون ، الذي كشف عنه فاروق القدومي أمين سر حركة »فتح« في الحادي عشر من الشهر الحالي. وقالت: »دحلان كتب في رسالته« حضرة وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز .. بداية يجب أن تعلموا أننا نعمل ضمن قناعات وليس تنفيذاً لأوامر أحد، فنحن نؤمن تماما بأن مصلحة شعبنا تقتضي القضاء على عصابات المافيا هذه التي تنشر الفوضى في صفوف شعبنا وتثير النزاع والأحقاد بيننا وبينكم من أجل أهدافهم الشخصية أو أهداف عبثية«. وتابع : »ننشادكم أن تكونوا أكثر مرونة في تعاملكم معنا، وذلك من اجل مصلحة الهدف الذي نعمل من أجله وهو السلام. ويجب ألا تدفعونا لاتخاذ خطوات غير محسوبة قد تكلفنا فشل مخططنا أو إعاقته«. وأضاف »أمام لومنا على كثرة التعديلات على الخطة وإصراركم على أن نكتب لكم كل تعديل نجريه على الخطة كتابة، فإننا نصارحكم بأن سبب كثرة التعديلات هو ضعف دعمكم لنا وعدم إعطائكم لنا الحجج الكافية التي نستطيع أن نحمي ظهورنا بها أمام شعبنا، واكتفاؤكم بلومنا وبأننا قبل أن نستلم مهامنا، نصحناكم أن لا تنسحبوا قبل القضاء على هذه العصابات وكأنكم فقط تحاولون أن تصطادوا لنا كل خطأ وتجعلوا منه الهدف الأساسي حتى أصبحنا نشعر أنكم غير معنيين بإنجاحنا على الأرض«. وكتب دحلان في رسالته »أما بالنسبة لياسر عرفات، فنحن متفقون معكم تماما أن هذا الرجل لن يكون بجانبنا في يوم من الأيام، فهو الآن يحاول أن يعيقنا بكل الوسائل، وأنا شخصيا أصبحت متأكدا أنه ما لم يتم القضاء عليه، فإننا لن نستطيع أن نسيطر على بقية الأجهزة، ولكني لا أريد أن يموت موتة يترحم بها عليه أحد من الشعب الفلسطيني. ولذلك نحن لا نريد أن نخرجه من اللعبة وإلى أن يحين لنا وقت نتمكن من قتله إما سما، أو إمراضا، أو إذا عجزنا عن كل ذلك، فلا بد من قتله باسم حماس والجهاد«. وأضاف »لا بد من السماح له بحرية الحركة داخل الضفة وغزة والخارج، لأننا في الوقت الذي نكون فيه بدأنا بالاصطدام بحماس والجهاد، فسنجعل ردة فعلهم عليه مباشرة من خلال حركته في الضفة وغزة، ويجب أن لا نتوقف عند رفضه الذهاب إلى غزة، دون رجعة، لأنه لن يقبل ذلك. وإلى أن يحين ذلك، سنبقى نعمل على إضعافه وإقناع كافة الضباط أن عرفات قد انتهى«. وقال »أؤكد لكم أننا لن نتوقف عن العمل ولا لحظة واحدة، فنحن بدأنا نهيئ الأجواء وتأهيل كوادر وتعبئتهم من أجل المرحلة القادمة على أساس أن المصلحة الوطنية تقتضي الضرب بيد من حديد على كل التجاوزات، وعلى نزع السلاح من أيدي التنظيمات باعتبار أن هذا السلاح كارثة على الشعب الفلسطيني، وأنه هو الذي يعطي الحجج لإسرائيل بالاحتلال والعنف المضاد، وأن هذا السلاح هو مؤامرة على مشروعنا الوطني، وهو الذي يمنع السلام والاقتصاد وبدأنا بتعبئة العناصر على أساس الطاعة العمياء، ومنع النقاش في الأوامر، أو التهاون فيها«. وأكد »أكثر ما نخشاه الآن أن يقدم ياسر عرفات على خطوة تسبب لنا الإحراج والإرباك وقد ينجح بها إن لم نحقق أي مكسب على الأرض لتشعر به الناس، فالخوف الآن أن يِقدِم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعي ليسحب الثقة من الحكومة، وحتى لا يِقدِم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يقدم على مثل هذه الخطوة«. وتابع »أما بالنسبة لبقية المؤسسات التابعة لمنظمة التحرير مثل: المجلس الوطني والمركزي فهذه أسماء يجب أن تنتهي وأن تِفرَغ تماماً من مضمونها وأتمنى أن تمنعوها من الانعقاد داخل الضفة أو غزة مهما كلف الثمن وهذا يصب في مصلحتكم قبل مصلحتنا«. وأنهى دحلان خطابه بنقل امتنانه لموفاز وشارون »على الثقة القائمة بيننا«.