كشف أمس عبد الحميد بوعلاق، رئيس جمعية »أس أو اس التهاب الكبد الفيروسي« لإذاعة الجزائر الدولية عن فضائح بالجملة جارية بقطاع الصحة، الأولى قال فيها أن برنامج استيراد الأدوية لسنة 2011 لم يتم إعداده ولم تتم الموافقة عليه حتى الآن وأن 200 نوع منها غير متوفر بالصيدليات، والأمر الثاني أن أزيد من 700 مريض بالتهاب الكبد الفيروسي مهددون بتشمّع الكبد، وسرطان الكبد، وهو الموت المحتوم، بسبب انعدام دوائهم، الذين هم في انتظاره، والأمر الثالث لخّصه في بقاء الكواشف الخاصة بالمحاليل مدة خمسة أشهر بالمطار، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه صلاحية استعمال هذه الكواشف سوى ستة أشهر فقط . أوضح أمس عبد الحميد بوعلاق، أن أوضاع المرضى في الجزائر، والهياكل الصحية والاستشفائية هي على غاية كبيرة من الكارثية، وفي تفاقم متواصل، وأن أغلبية أساتذة العلوم الطبية، الذين هم رؤساء المصالح الاستشفائية عبر تراب الوطن قد تحولوا مع مرور الوقت إلى بارونات، واقفة كحجر عثرة في وجه أي إصلاح أو تغيير أو تطور، وأصبحوا يتعاملون وكأن هذه المصالح الاستشفائية التي يرأسونها هي ملكيات خاصة وقال: إنه على الجهات المعنية أن تُراجع أوضاع القطاع، وعلى وزارة الصحة أن توضع مخططات وبرامج خاصة، ولا أن تكتفي بالبرامج العمومية التي في أغلبها لا تجد طريقها نحو التجسيد الفعلي على أرض الواقع، وتفتقد للمتابعة والمراقبة وعلى الوزارة في هذا المقام أن تبتعد عن التسيير العشوائي للملفات، وأن تخص كل مرض بملف خاص، يتكفل به مسؤول مختص على مستواها، على المديين الطويل والمتوسط. وأضاف في نفس السياق: أن الدولة رصدت لقطاع الصحة أموالا ضخمة، ولكن للأسف لا توجد لها إستراتيجية متكاملة وبرامج صحية مضبوطة ترسل إلى المستشفيات والهياكل الصحية الأخرى، وما هو مؤسف أكثر أن بعض التجهيزات الطبية العلاجية الضرورية أصبحت من الكماليات الميؤوس منها بالهياكل الإستشفائية الصحية، وفي عداد المفقودات، ونذكر منها على سبيل المثال »إييّرام، وسكانير، وأنجيوغرافي«، ولقد بلغ الحدّ بالمصالح الإستشفائية بالمستشفيات الكبرى إخراج المرضى الداخليين المقيمين على أسرّتها من أجل الفحص والتصوير بأحد هذه الأجهزة المتطورة، التي هي أكثر من ضرورية في تشخيص المرض والشروع في العلاج الفعلي. وما يلاحظ حاليا وبوضوح تام أن ليس هناك أي تكفل حقيقي بالمرضى، ولا توجد هناك أية إرادة فعلية على مستوى المصالح الإستشفائية للتكفل بالمرضى، وفي مقدمتهم المصابين بالأمراض المزمنة البالغ عددهم الآن أزيد من خمسة ملايين بمرض السرطان، وثلاثة ملايين بمرض السكري، ومليون ونصف المليون بمرض التهاب الكبد الفيروسي، وغير ذلك من الأمراض الأخرى، هذه المصالح تقع على مسؤوليتها عمليات الوقاية والمتابعة الكلية للمرضى، ولا يجب أن تترك المريض حتى يبلُغ درجة متقدمة من المرض. وفيما يخص ندرة الأدوية، أوضح رئيس الجمعية أن حوالي 200 نوع من الأدوية مفقودة بالصيدليات وبالهياكل الصحية والإستشفائية، ولإنهاء هذا الوضع، قال إنه لابد من وضع إستراتيجية وطنية، ولابد من دراسة السوق الوطنية، ورصد كافة الاحتياجات الحقيقية داخل وخارج الهياكل الصحية. وما يُؤسف له وفق ما أضاف، أن برنامج الاستيراد على مستوى الوزارة لسنة 2011 لم يتمّ حتى الآن، رغم أنه كان من المفروض أن يتمّ قبل أشهر، والسبب هنا وفق ما وضح، أن دراسة البرنامج لم تكتمل، والموافقة لم تُعط حتى الآن، وكان من اللازم أن يعد برنامج الاستيراد في السداسي الأول، ويتم الاستيراد في السداسي الثاني، وقال أن أزيد من 700 مريض ينتظرون دواء المرض الفيروسي، وعدم استعمال الدواء يِدي إلى تشمع الكبد وسرطان الكبد، ولنا الآن مرضى وصلوا إلى درجة التشمع الكبدي. وكشف في ذات الوقت عن أن هناك تحاليل صعبة غير متوفرة إلا في معهد باستور، والمريض المسكين قد يأتي من أجل القيام بها من على بُعد 2000 كلم أو أكثر، ومؤخرا قال حدثت فضيحة كبرى ، تتلخص في أن الكواشف الخاصة بالمحاليل المستوردة بالعملة الصعبة بقيت في المطار لمدة خمسة أشهر، ولم تُنقل منه إلا مؤخرا، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه مدة صلاحية استعمال هذه الكواشف مدة ستة أشهر فقط لا غير