عبر محمد بوعلاق، رئيس جمعية مرضى التهاب الكبد الفيروسي، عن استيائه الشديد من نفاد الكواشف الخاصة بالتحاليل في معهد باستور، حيث لا تزال محتجزة بمطار الجزائر الدولي منذ خمسة أشهر، مشيرا في ذات السياق إلى أن مدة صلاحية هذه الكواشف لا تفوق الستة أشهر أفاد محمد بوعلاق، في اتصال مع”الفجر”، بأن معهد باستور يعاني نفاد بعض الأدوات الطبية المتعلقة بالتحاليل الخاصة بالتهاب الكبد الفيروسي كالكواشف، زيادة على عدد من الأدوية، مشيرا إلى أن كمية من الكواشف محجوزة منذ خمسة أشهر في مطار هواري بومدين، بالرغم من أن مدة صلاحيتها لا تتجاوز ستة أشهر. وحسب ذات المتحدث، فإن سبب بقائها طول هذه المدة وتعرضها للكساد يعود إلى خلافات بين المستوردين ووزارة الصحة، التي بقيت عاجزة عن القيام بأي مخطط وطني نظرا لخلوها من الإطارات والكفاءات المهنية، حسب المتحدث، مشيرا إلى أن مصالحها صارت مشلولة لا تمارس سوى البريكولاج لتسيير بعض الأمور الآنية. كما أضاف بوعلاق أن المتضرر الوحيد في مثل هذه الحالات هو المريض، في إشارة منه إلى القائمة الطويلة للمرضى الذين ينتظرون دورهم لتلقي العلاج والذين يفوق عددهم 700 شخص. ووصف محمد بوعلاق وزارة الصحة بالعاجزة قائلا: “أعتبر الوزارة مفلسة كونها عاجزة عن توفير متطلبات العلاج، واتخاذ أي قرار ضد البارونات المتحكمة في المصالح الاستشفائية”. متهما الوزارة الوصية على القطاع بتعمدها المغالطة لإخفاء عجزها أمام الوضع المتردي الذي يعاني منه القطاع الصحي في بلادنا، وبقيت عاجزة عن اتخاذ أي قرار ضد بارونات جعلوا المصالح الاستشفائية محميات لهم، متهما في الوقت ذلك مسؤوليها بالتحالف مع أصحاب المال الذين يمثلون نفوذا بالنسبة إليهم. في الأخير، أشار بوعلاق إلى أن برامج استيراد الأدوية الخاصة بالتهاب الكبد الفيروسي لاتزال فوق طاولة الوزارة غير ممضاة إلى يومنا هذا، حيث ينتظر المستوردون منحهم الضوء الأخضر لمباشرة الاستيراد، وهو الأمر الذي تترتب عنه ندرة وانقطاع في الأدوية المعالجة لهذا الداء، ما يتسبب في مضاعفات خطيرة وتعقد الحالة الصحية للمرضى، ما قد يؤدي بهم إلى الإصابة بالسرطان، وبالتالي الوفاة لا محالة.