حذّر سكان ست بلديات واقعة بالجهة الغربية للعاصمة السلطات العمومية من تأجيل عملية غلق مفرغة أولاد فايت المرتقبة رسميا خلال شهر ديسمبر المقبل بعدما تم تأجيلها بسنة واحدة حيث كان من المقرر غلقها ديسمبر الماضي، وهدد هؤلاء بالقيام باحتجاجات والخروج في مُظاهرات في حال عدم إيفاء الوزارة المعنية بوعدها. جاء ذلك في لقاءات مختلفة جمعت سكان أحياء هذه البلديات بعدما تسببت الأمطار الأخيرة في انتشار الروائح الكريهة بشكل غير مسبوق خاصة وأن المفرغة امتلأت عن آخرها وأصبحت عديد الشاحنات تقوم بإفراغ النفايات في أمكنة خارج الإطار المُحدد لها، ما خلق فوضى عارمة على مستوى المفرغة، وتتمثل هذه البلديات في بابا أحسن، الدويرة، الدرارية، العاشور السويدانية وأولاد فايت، ويُنتظر أن تنضم بلديات أخرى للحركة بما فيها الشراقة دالي إبراهيم وغيرها باعتبارها تُعاني من نفس المُشكل وإن كان أقل حدة. وكان هؤلاء السكان رفعوا في وقت سابق انشغالهم بشكل رسمي على مستوى بلدياتهم، بحيث أكد لهم رؤساء المجالس الشعبية البلدية ارتقاب غلق المفرغة شهر ديسمبر المقبل، لكن الترويج لخبر مفاده إمكانية تأجيل العملية مع العمل على تحويل المفرغة إلى مركز تحويل للنفايات جعل السكان يعيشون حالة من القلق والغليان، باعتبار أن الروائح الكريهة حوّلت حياتهم منذ مدة إلى جحيم خاصة وأن العديد من الأطفال أُصيبوا منذ فتح المفرغة بأمراض الربو، العيون وغيرها.. وذهب مسؤول بإحدى الجمعيات النشطة في الدفاع عن البيئة بالبلديات المعنية، إلى القول »الأمر أصبح لا يُطاق باعتبار أن السلطات العمومية فشلت في تسيير النفايات وهي تُحاول دائما ربح الوقت قدر الإمكان لتمديد فترة المفرغة..لكننا لن نسكت هذه المرة ولن نترك أبناءنا يموتون ببطء وما حدث في وادي السمار والبلديات المُجاورة لها كاف للتحرك والخروج على الشارع إذا تطلب الأمر ذلك«. ويُطالب السكان بضرورة تنفيذ الالتزامات التي وعدت بها الحكومة والعمل في الوقت نفسه على تنفيذ ما جاء في دفتر شروط انجاز هذه المفرغة،علما أن رئيس بلدية أولاد فايت، محمد عليم، أكد في عديد تصريحاته ارتقاب غلق المفرغة نهاية السنة موضحا أن سكان أولاد فايت يرفضون تحويلها إلى مركز تحويل يستقبل فضلات 17 بلدية، وحسب ما قال فإن مساحة المفرغة ستُحول إلى حديقة ومساحة خضراء على أرضية تفوق 45 هكتارا على أن تكون جاهزة في غضون سنة 2014. يُذكر أن كمية النفايات التي تتكفل بها يوميا مصالح مؤسسة نظافة مدينة الجزائر »نات كوم« بالعاصمة تقدر ب5 آلاف طن وقد وجدت المؤسسة صعوبة كبيرة في تسيير رمي النفايات بعدما تم غلق مفرغة واد السمار ثم تشبع مفرغة أولاد فايت وهو ما خلق أزمة فعلية في رمي الفضلات العمومية، الشيء الذي يتطلب حسب تصريحات أحد إطارات هذه المؤسسة، التعجيل في تهيئة مفرغة أو اثنين لتعويض المفرغتين المذكورتين.