يواصل الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل رفقة وفد عسكري وامني تحركاته في دول الجوار ضمن مساعي هدفها توسيع دائرة المؤيدين للطرح الجزائري المتعلق بحل الأزمة في شمال مالي والمتمثل في منح المزيد من الوقت للحوار، وجددت الجزائر على لسان مساهل من باماكو على وجوب فتح حوار مع أطراف الأزمة في مالي يستثني التنظيمات الإرهابية. أكد الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل على موقف الجزائر الثابت فيما يتصل بالأزمة في شمال مالي، والقائم كما هو معروف على استبعاد التدخل العسكري وإتاحة الفرصة للحوار مع أطراف الأزمة، وقال مساهل بعد لقاء جمعه أول أمس الاثنين في باماكو برئيس وزراء مالي الشيخ موديبو ديارا إن الحوار ممكن مع الذين يريدون الابتعاد عن الجريمة المنظمة، لكن »لن تكون هناك محادثات ممكنة مع إرهابيين«، فيما صرح الشيخ موديبو ديارا قائلا بأن »مالي بلد واحد وغير قابل للتقسيم وسيبقى هكذا إلى الأبد«، وأضاف »قوانيننا تعطي لكل مواطن الحق في اختيار دينه وممارسته، لا يمكن لأي شخص أن يفرض على أي مالي ممارسة شريعة لا تريدها البلاد«، وهذا من دون أن يفصح ما إذا كانت السلطات الانتقالية في مالي قد اقتنعت أم لا بضرورة منح المزيد من الوقت للحوار، علما أن مالي كانت قد أعلنت استعدادها لاستقبال قوات من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا على أراضيها تحضيرا لعملية عسكرية مرتقبة في الشمال تحت قبعة مجلس الأمن الدولي، وسبق لمصدر مقرب من الرئيس الانتقالي في مالي أن اتهم الجزائر بشكيل حلف مضاد للتدخل العسكري، وهو ما لا تنفيه الجزائر التي تطالب علنا بأن يرجح الخيار السلمي على الحسم العسكري الذي ستكون له تبعات وخيمة على كامل المنطقة، علما عبد القادر مساهل والوفد العسكري والأمني المرافق له كان قد التقى أيضا بالعاصمة المالية وزير الخارجية المالي تيمان كوليبالي والرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوري. وجاءت الزيارة إلى مالي مباشرة بعد زيارة قام بها الوفد الجزائري لموريتانيا ، وقد خرج باتفاق مع السلطات الموريتانية على معارضة التدخل العسكري في شمال مالي وتشجيع الخيار السلمي المبني على مفاوضات تستثني المجموعات الإرهابية التي تسيطر على شمال مالي منذ مارس الفارط. وصرح وزير الخارجية البوركينابي جبريل باسولي من جهة ثانية إنه سيتم وضع إطار للمحادثات بين الحكومة المالية والمجموعات المسلحة في شمال مالي، وأضاف في تصريحات له بعد لقاء الرئيس البوركينابي بليس كومباولي بمبعوثين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد أنه سيتم الحفاظ علي وحدة التراب المالي، داعيا أيضا الحركات المسلحة إلي الالتزام بالحوار الشامل والمصالحة والنأي عن الأصولية والإرهاب، فيما أكد مبعوث الحركة الوطنية لتحرير أزواد إبراهيم آغ محمد صالح إن حركته ستضع علي طاولة المفاوضة المطالبة بحق تقرير المصير وليس يعني ذاك الانفصال، وأضاف أن حركته جاهزة للجلوس إلي طاولة المفاوضات لبحث الأسباب العميقة التي أدت إلي الوضعية الحالية التي يعيش فيها الشمال ، مضيفا أن وجودهم في بوركينا فاسو هو من أجل البحث عن حلول سياسية. وكانت الجزائر قد رفضت منح مساعدات عسكرية لوحدات من كتيبتي كومندوس فرنسيتين متخصصة في مكافحة الإرهاب، بهدف تسهيل عمليات التسلل إلى شمالي مالي الذي تسيطر عليه الجماعات الجهادية منذ 6 أشهر، وبحسب وكالة (يو بي أي) فإن الجزائر »رفضت تقديم تسهيلات عسكرية لوحدات من نخبة القوات الفرنسية المتخصصة في العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، وتعمل هذه الوحدات منذ عدة أسابيع متنقلة عبر مواقع عدة شمال النيجر، وتتسلل بين الحين والآخر إلى مالي في إطار مراقبة تحركات الجماعات السلفية الجهادية في إقليم أزواد شمالي مالي«.