أدان المجلس الوطني السوري، اعتبار الولاياتالمتحدة أنه لم يعد الممثل الواضح للمعارضة السورية، وقال إن الحكومة الأمريكية تريد بقاء بعض عناصر حزب البعث في السلطة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، في وقت رفضت فيه روسيا المساعي الأميركية لفرض مرشحين لشغل مناصب قيادية في سوريا. نقلت صحيفة »حريت« التركية، عن ممثل المجلس الوطني في تركيا خالد خوجة قوله إن إدارة الرئيس باراك أوباما نأت بنفسها عن المجلس منذ بدء تشكيله رغم القرارات التي اتخذت في اجتماعات أصدقاء سوريا، مضيفا أن واشنطن تريد أن يكون حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تربطه علاقات بحزب العمال الكردستاني »المحظور« والمعارضة الكردية أحد الأعمدة الرئيسية في المعارضة السورية. وقال خوجة إن حزب الاتحاد الديمقراطي لم يوقع على الاتفاق الوطني وخريطة الطريق التي جرى التوافق عليها في اجتماع سابق بالقاهرة، ويريد أن تكون له كلمة مستقلة الأمر الذي لا يقبله المجلس الوطني السوري، وقبل ذلك عبر عدد من شخصيات المعارضة السورية عن انزعاجهم من التصريحات الأميركية، واعتبروا أن ما سموه الوصاية المباشرة والإملاءات لم تعد مقبولة للشعب السوري. وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت في وقت سابق، أن الولاياتالمتحدة قد طرحت فكرة تشكيل تنظيم معارضة موحدة تحل بدلا من المجلس الوطني السوري الذي تعتبره واشنطن تنظيما غير فعال بسبب عدم نجاحه في توسيع قيادته، حيث قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن واشنطن قد أعدت مرشحين سوريين للانضمام إلى أي قيادة جديدة للمعارضة يمكن أن تنبثق من مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا المقرر انعقاده غدا في الدوحة. على صعيد آخر، قال مكتب الأممالمتحدة لحقوق الانسان، أمس، إنه يجب التحقق من صحة تسجيل فيديو يظهر مقاتلين من المعارضة السورية يقتلون جنودا بعد استسلامهم مشيرة أنه يمثل جريمة حرب يجب إجراء محاكمة بشأنها، وأوضح روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الانسان في إفادة صحفية، إنه وعلى غرار تسجيلات الفيديو الأخرى من هذا النوع، فإنه من الصعب التحقق من صحة الأمر على الفور على صعيد الموقع ومن هم المتورطون الحقيقيون، مشدّدا على ضرورة فحص ذلك بعناية. للإشارة فقد قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن مقاتلي المعارضة سيطروا الخميس على ثلاثة مواقع عسكرية حول سراقب الواقعة على طريق سريع يربط بين شمال وجنوب سوريا وقتلوا 28 جنديا. علما أن لقطات الفيديو تلك أظهرت أن البعض أطلق عليه الرصاص بعد أن استسلم. ميدانيا، أكّد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد انسحبت من آخر قواعدها قرب بلدة سراقب بشمال البلاد مما يضعف من قدرتها على قتال قوات المعارضة في حلب أكبر مدن البلاد، ويأتي ذلك بعدما أعلن معارضون سوريون مقتل 30 شخصاً برصاص قوات الأمن والجيش خلال عمليات قصف وإطلاق نار وسط مظاهرات خرجت بالعديد من مناطق البلاد في جمعة حملت اسم "داريا أخوّة العنب والدم" تطالب بتحقيق العدالة في قضية مقتل المئات بالبلدة الواقعة بريف دمشق، في حين أعلنت السلطات عن تفجيرات ضربت أحياء بالعاصمة. في سياق متصل، انفجرت عبوتان ناسفتان في منطقة الزاهرة الجديدةبدمشق، أمس، ما أدى إلى وقوع 16 جريحا وأضرار مادية، وذكرت وكالة "سانا" نقلا عن مصدر في المحافظة، أن المسلحين فجروا عن بعد عبوة ناسفة زرعوها في سيارة مركونة خلف مبنى العيادات الشاملة وبعد تجمع المارة ووصول طواقم الإسعاف قام المسلحون بتفجير عبوة ناسفة ثانية في المكان، وأضاف المصدر إن الانفجار الثاني أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة بينهم ممرض وسائق سيارة إسعاف وصلوا إلى المكان لإسعاف المصابين، فيما ذكر مصدر في مستشفى بدمشق أن 16 مصابا وصلوا إلى المشفى جراء التفجيرين.