اختتم أمس بولاية مستغانم فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمته الطريقة العلوية بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسها بعد مرور أسبوع من المحاضرات العلمية التي أشرف عليها أساتذة جزائريين وأجانب بجامعة الخروبة بمستغانم، زعيم الطريقة خالد بن تونس ولأسباب صحية غاب عن حفل الاختتام الذي ترأسه الناطق الرسمي باسم الطريقة العلوية نصر الدين موهوب إلى جانب شخصيات وطنية ودولية أخرى بمشاركة قياسية تجاوزت خمسة آلاف مشارك جاؤوا من القارات الخمس في تظاهرة تبقى فريدة من نوعها. أشرف الناطق الرسمي باسم الطريقة العلوية نصر الدين موهوب على اختتام مؤتمر الطريقة بدل الشيخ خالد بن تونس الذي غاب لأسباب صحية يرجح الجميع أنها ناتجة عن الإرهاق الذي تعرض له طيلة الشهور الماضية خلال عملية تحضير المؤتمر الذي اضطر بن تونس لأن يحضره من دون انقطاع لمدة ستة أيام، أين كان يعقد ندوة صحفية عشية كل يوم للرد على انشغالات الصحفيين وتساؤلاتهم خاصة في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بكتاب شيخ الطريقة »التصوف..الإرث المشترك«. وقد تميزت هذه التظاهرة للطريقة العلوية بطبعة خاصة جعلت عديد المتتبعين يتساءلون إن كانت المناسبة دينية أو علمية، حيث تم الإعلان عن انطلاق فعاليات المؤتمر بداية الأسبوع الفارط بملعب 5 جويلية وبعد الكلمة الافتتاحية تم تقديم عروض فلكلورية، مثل فرقة أولاد تاوت، عيساوة وفانفار وغيرها من الفرق القادمة من ليبيا، تونس، المغرب وفرنسا والمغرب. وبالفعل شهدت الأيام الدراسية مداخلات عديدة لكبار الأستاذة والدكاترة من الجزائر وخارجها، بالإضافة إلى ورشات علمية ودينية تم تنظيمها في الفترات المسائية التي عادة ما تتبع بسهرات فنية كالشعبي وغيرها من وسائل الترفيه في أجواء مرح، مع العلم أنه تم إحصاء قرابة 5 آلاف مشارك قادمين من القارات الخمس بمعدل 40 دولة على الأقل، كما أن المشاركين كانوا ينتمون إلى ديانات مختلفة. إمكانيات ضخمة سخرت لإنجاح هذه التظاهرة التي احتضنتها ولاية مستغانم وبالتحديد جامعة الخروبة، المسجد العلوي وجنة العارف بدبدابة، هذا المثلث الذي كان المشاركون والسياح ينتقلون بين أضلاعه لاستكشاف إنجازات الطريقة العلوية بعد مرور 100 سنة على تاريخ تأسيسها. أما فيما يخص آخر أيام التظاهرة فقد استهلها الأساتذة المحاضرون بتلخيص مختلف المواضيع التي قدمت في بحر الأسبوع الفارط كالحديث عن تربية اليقظة، التلوث البيئي، العولمة وغيرها من المواضيع التي تطرق إليها المشاركون بإسهاب، لتختتم التظاهرة بكلمة رئيس جمعية عيسى الدولية للصوفية والعلوية حميدو دمو الذي شكر الحضور وكل القائمين على التظاهرة على المجهودات المبذولة. من جهته زين العابدين بن تونس من رئيس جمعية الشيخ العلوي للحفاظ على التراث الصوفي من المغرب قد تشكراته الخالصة للجميع ودعا على العمل من اجل تكريس نجاحات مستقبلية ومد في عمر الطريقة لمئوية أخرى. مباشرة بعد ذلك تلا المدير العام بوزارة الأوقاف ورئيس شبكة إذاعة القرآن بقطاع غزة محمد جمال أبو الهنود آيات من الذكر الحكيم، التي كانت متبوعة بتلاوة اللطفية على الطريقة المغربية واختتمت التظاهرة في المساء أي بعد صلاة الجمعة بالمسجد العلوي بتسليم الجوائز وقراءة البيان الختامي.