لبست مدينة مستغانم حلتها الصوفية لتكون الوجهة التي يحج إليها أكثر من 5000 مشارك من بينهم 2200 قدموا من 34 بلدا للاحتفال بالسنة المئوية على إنشاء الطريقة العلاوية، حيث يعد مؤسسها الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي المجدد الروحي لها، كما أنه أول من أدخل التصوف إلى الغرب وأوروبا، إلى جانب افتتاحه شخصيا مسجد باريس عام 1926. وسيكون الأسبوع كذلك من أجل البحث وتحليل المسائل والتحديات المعاصرة عبر المؤتمر الدولي المنظم تحت شعار "زرع الأمل" الذي سيتوج بخلاصات ملموسة تكون بمثابة أعمال مسؤولة تتسم بالطابع الشمولي، وقد انطلقت أمس بمستغانم سلسلة المحاضرات المبرمجة في إطار المؤتمر بمناسبة الاحتفال بمئوية الطريقة العلاوية بمحاضرة تحت عنوان "الأرض "، ويتركز المحور على التسيير الدائم للموارد المائية في العالم، مع دمج حكم راشد إقليمي تدابيره مستمدة من المبادئ التي تسير الكائن والطبيعة التي فطر عليها الإنسان حسبما أشار إليه المنظمون. وسينشط سلسلة المحاضرات المبرمجة على مدى سبعة أيام بمدرج جامعة "خروبة" نحو مائة عالم وخبير في مجال الدين، إلى جانب مشايخ جزائريين وأجانب أتوا من مختلف أصقاع العالم، منها تونس، المغرب، مصر، المملكة العربية السعودية، سوريا، الأردن، أوروبا، كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأرجنتين، اليابان وأندونيسيا، وسيتناولون محاور تتعلق ب "الأرض" و"تربية الايقاظ" و"الاتصال والإعلام" و"العولمة" و"الوحي" إلى جانب "الروحية والتصوف" و"المستقبل". وأدار الجلسة الأولى لهذا المؤتمر الدولي الذي ضم جمعا من الخبراء من مختلف مناطق العالم الرئيس السابق للمجلس الوطني للسينغال السيد جبريل سان، وتناولت هذه الجلسة مواضيع الساعة منها "التغيرات المناخية" المقدمة من قبل أحمد بوسنة مدير مخبر البحث للفيزياء بجامعة "فرحات عباس" بسطيف. ومن جهته اهتم الدكتور الأمريكي نويل بونصلي بموضوع "التحديات البيئية" لتعقبها محاضرة أخرى "من ذكاء العالم إلى الذكاء الجماعي: فن العيش" من تقديم إيريك جوليان مؤسس المدرسة الفرنسية للطبيعة والعلوم. وكانت الفعاليات الاحتفالية بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس الطريقة الصوفية العلاوية الدرقاوية الشاذلية (2009/1909) انطلقت أول أمس بملعب الرائد فراج بحضور شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس حفيد مؤسس الطريقة العلاوية بمستغانم، والسلطات المحلية وسفير المكسيك بالجزائر وضيوف من مختلف أنحاء العالم إلى جانب جمهور غفير من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة. وتميزت فعاليات الاحتفال بالذكرى المئوية للطريقة العلاوية التي تنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بتسليم شباب وشابات الكشافة الفرنسية شعلة الأمل الأولمبية للمتوسط إلى وفد الكشافة الليبي الذي سلمها للوفد الكشفي التونسي والذي سلمها بدوره إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أوقدتها بملعب الرائد فراج على أن تسلمها لنظيرتها المغربية بعد أن تبقى أسبوعا في مستغانم طيلة أيام هذه الاحتفالية. كما كانت هذه المناسبة فرصة لشيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس لتسليم كأس دورة الشيخ العلاوي لكرة القدم وتسلمه كرة من أجل السلام التي تنتقل بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتم خلال فعاليات انطلاقة هذه الاحتفالية أيضا التذكير بالمجهودات الجبارة التي بذلتها قافلة الأمل من أجل إحياء التراث المادي واللامادي ونشر الأمل لدى الأجيال الصاعدة، إضافة إلى قراءة طفل صغير قصيدة شعر حول المكاسب التي تحققت في عهد الرئيس بوتفليقة.