تنقضي منتصف ليلة الغد، الحملة الدعائية لانتخابات المجالس البلدية والولائية المقررة، في 29 نوفمبر، بعد 21 يوما من النشاط الكثيف للأحزاب والمترشحين بغية إقناع ما ينيف عن 20 مليون ناخب بصواب أطروحاتها سيما في ظل لامبالاة المواطن وقلة اهتمامه بالحملة. رغم الفتور النسبي الذي طبع مجريات الحملة الدعائية لانتخابات 29 نوفمبر الجاري، باعتراف وزارة الداخلية الجهة المنظمة للعملية الانتخابية، إلا أن الأحزاب المشاركة في الانتخابات وبالأخص الأحزاب الكبرى على غرار الآفلان والارندي، لم يستسلموا لعدم اكتراث المواطن، ودخلوا في حملة انتخابية جادة، استهدفت منذ البداية إقناع المواطن لضرورة الخروج إلى صناديق الاقتراع واختيار الأفضل من بين المترشحين، وقد تعددت خطابات الأحزاب والمترشحين على حد سواء، إلا أنها أجمعت في محصلتها على إبراز أهمية الانتخابات البلدية في مسار تغيير أحوال المواطن نحو الأحسن، علاوة على هذا كانت للانشغالات اليومية المتعلقة بالمواطن وأهمها رفع البيروقراطية وتغيير طرق التسيير والتعامل مع المواطن، حصة الأسد في تلك الخطابات التي اختلفت نبرتها من حزب لآخر. فبالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني، صاحب الأغلبية في المجلس الشعبي الوطني، تعتبر المحليات فرصة هامة في مسار البناء المؤسساتي المتجدد، وعامل من عوامل التغيير في إطار الاستمرارية، الهادفة إلى الاستقرار. ومن اجل هذه الغايات والرهانات المحيطة بالعملية الانتخابية كذلك، قاد الأمين العام للأفلان وإطارات قيادية حملة انتخابية جادة من اجل تجنيد الوعاء الانتخابي للحزب وتحسسيه بضرورة الذهاب بقوة للصناديق الاقتراع من اجل اختيار رجال الآفلان التي يقول الحزب أنها قادرة على إحداث التنمية المحلية المستدامة، وتوقع الأمين العام للحزب نصرا كبيرا لا يقل عن 1000 بلدية. وتعتقد إطارات الحزب أن نسبة تجاوب المواطنين مع خطاب الحزب لم تكن مطروحة، كما أن الحديث عن فتور الحملة مبالغ فيه بالنظر إلى التفاف الناس حول الحزب وتجمعاته التي نشطها طيلة الحملة. والواقع أن الحديث عن فتور الحملة وعدم تجاوب المواطن معها وفق ما تتطلبه أهمية الحدث، بدا ملحوظا إلى غاية الأسبوع الأخير من عمل الحملة، لكن مراقبون يرون ان هناك تفاوت في التجاوب من حزب لآخر، ويذهبون إلى القول أن الأحزاب التي كسبت مخزون انتخابي ثابت وقار لم تكن تعاني من ضعف التجنيد بنفس الحدة التي عانت منها الأحزاب الجديدة غير المهيكلة والتي تفتقر إلى قاعدة شعبية. أما بالنسبة للجدل الدائر حول نسبة المشاركة، فقد اختلفت التوقعات من متتبع إلى آخر، ففي الوقت الذي توقع فيه وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، نسبة ما بين 40 و45 بالمائة، وهي بنظره نسبة معتبرة إذا ما تحققت، تعتقد أطراف أخرى أن فتور الحملة مؤشر على متوقع للإقبال على صناديق الاقتراع. وللمحليات المرتقبة الخميس المقبل، إبعاد أخرى بالنسبة للفاعلين السياسيين، أهمها رهان اكتساح مقاعد مجلس الأمة الذي يستعد لتجديد عضوية نصف أعضائه شهر ديسمبر القادم، كما نجد للمحليات بعد متعلق بالرئاسيات القادمة، وهو ما يفسر الجدية التي طبعت تعامل الأحزاب الكبرى مع الموعد. ويشارك في هذه الانتخابات ما لأقل عن 52 حزبا سياسيا وعشرات القوائم الأحرار، لكن لأول مرة في تاريخ المحليات، لا بوجد أي حزب سياسي تمكن من تغطية كامل بلديات الوطن وعددها 1541 و48 مجلس ولائي.