أكد قائد القوات الأمريكية في إفريقيا »أفريكوم«، الجنرال كارتر هام، تقارب الرؤى بين الجزائر وواشنطن بخصوص الوضع في مالي، معترفا بالدور الحيوي للدبلوماسية الجزائرية من أجل إيجاد تسوية سلمية للأزمة، حيث دعا إلى ضرورة بذل كل الجهود للتوصل لحل سياسي تفاوضي في شمال مالي، رغم إشارته إلى وجوب توخي الحذر والتحضير لتدخل عسكري قد يكون ضروريا. اعترف قائد القوات الأمريكية في إفريقيا بحنكة موقف الجزائر من الأزمة في مالي وخبرتها في التعاطي مع هذا الملف المعقد. وفي تدخله أمام مركز التحليل البريطاني حول الشؤون الدولية »شاتهم هاوس«، قال الجنرال كارتر هام »إن المسؤولين المدنيين والعسكريين الجزائريين يدركون تماما وبشكل مفصل التحديات التي تطرح بشمال مالي وفي منطقة الساحل بشكل عام«. ووصف قائد »الأفريكوم« زيارته إلى الجزائر في سبتمبر الماضي والمباحثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول الملف المالي ب»المفيدة للغاية« كما أقر في السياق ذاته ب»الجهود المكثفة التي تبذلها الجزائر لضمان أمن الحدود لا سيما مع مالي من أجل منع التنقل الحر لعناصر القاعدة وجماعات أخرى«. وأثار الجنرال الأمريكي تقارب الموقفين الجزائري والأمريكي حول حل الأزمة في شمال مالي، حيث سجل أن »الجزائريين يفضلون تماما تسوية مفاوضة« وهو نفس المنطق الذي يغذي الطرح الأمريكي حول سبل حل هذه الأزمة وهو ما أكدته دعوة قائد »الأفريكوم« لضرورة »بذل كل الجهود من أجل إيجاد حل متفاوض بشمال مالي«. ولم يستبعد الجنرال كارتر هام إمكانية اللجوء للخيار العسكري في مالي، معتبرا أنه »بالرغم من المفاوضات الجارية فإنه من الحذر التحضير لتدخل عسكري محتمل قد يكون ضروريا«. وفي رده على سؤال حول تواجد القاعدة بالمغرب الإسلامي بشمال مالي قال الجنرال هام أنه سجل خلال المحادثات مع المسؤولين السامين العسكريين والمدنيين لبلدان المنطقة إجماعا حول نقطتين رغم بعض الإختلافات في تناول المسألة ويتعلق الأمر، كما قال »بضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي واستبعاد أي دعم لأي حركة انفصالية« وكذا رفض التواجد المستمر للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي الذي لا يتقبله لا الماليون ولا بلدان المنطقة ولا المجموعة الدولية. واعتبر قائد »الأفريكوم« أن القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي »هي اليوم أقوى مما كانت عليه العام الفارط« كون هذه المنظمة الإرهابية تستفيد من اللجوء إلى شمال مالي والتمويلات. وأضاف أن »القاعدة في المغرب الإسلامي تعد الخلية الأكثر تمويلا بفضل الأموال التي تتلقاها من الفديات إثر عمليات الاختطاف أو علاقتها بالمتاجرة بالمخدرات والتجارة غير الشرعية الأخرى«. واعتبر الجنرال الأمريكي أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »تملك العديد من الأسلحة والمقاتلين، الكثير منهم عادوا إلى شمال مالي بعد التدخل العسكري في ليبيا سنة 2011«. وبعد أن أشار إلى أن هذه المنظمة الإرهابية تشكل خطرا كبيرا خاصة بسبب توسعها، اعتبر المسؤول الأمريكي »أنه إذا ما لم يتم القيام بأي شيء ضد هذه المجموعة فإن الوضع قد يشكل خطرا على بلدان وشعوب المنطقة وخطرا متزايدا على أوروبا والولايات المتحدة«.