قال الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إن الجزائر وموريتانيا تراهنان على الحل السلمي لمعالجة الوضع في شمال مالي، فيما جدد مسؤول القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة الخاصة بإفريقيا »الأفريكوم« الجنرال كارتر هام من المغرب بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تتدخل عسكريا في شمال مالي. صرّح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أن موريتانيا والجزائر تراهنان على حل سياسي في مالي إزاء احتمال تدخل عسكري في شمال هذا البلد، وأكد عبد القادر مساهل بعد اللقاء الذي جمعه بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز »إننا متفقون على أهمية إجراء حوار لتسوية الخلافات وإيجاد حلول سياسية مناسبة في إطار سيادة ووحدة مالي«، مضيفا بأن دول الميدان »الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا« أعدت استراتيجيه وخطة عمل مشتركة على المستوى السياسي والعسكري والأمني لمواجهة الوضع المتأزم في الساحل، وأوضح الوزير من جهة أخرى أن هناك اتفاق بين الجزائر وموريتانيا على أن الحوار هو الوسيلة الأجدى لإيجاد الحلول السياسة الملائمة في إطار سيادة ووحدة أراضى مالي. قال وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي، من جهته، أن بلاده تدعم خيار الحوار السياسي بين الحكومة المالية وما أسماها بالحركات التي تطالب بحقوق »الأقليات العرقية في الشمال«، في إشارة إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وأوضح ولد حمادي في تصريح للصحافة، إن موريتانيا والجزائر لديهما رؤية موحدة حول الوضع في مالي. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل قد قام أول أمس الأحد بزيارة إلى موريتانيا مرفوقا بوفد عسكري وامني هام ضم »الجنرال ماجور الزنخري،الأمين العام لوزارة الدفاع والجنرال ماجور عطافي، مدير الأمن الخارجي وجنرال ماجور محفوظ مدير العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع وجنرال ماجور قداوي رئيس اللجنة العسكرية للتعاون الموريتاني الجزائري«. للإشارة تشكل كل من الجزائر وموريتانيا جبهة معارضة للتدخل العسكري في شمال مالي، وتدعمان الحلول السلمية وفتح الحوار مع الحركات التي ليست لها علاقة بالإرهاب والقاعدة في شمال مالي، وهذا في مقابل جبهة أخرى تقودها فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا »إكواس« هدفها إقناع مجلس الأمن الدولي بضرورة الإسراع بالتدخل العسكري في شمال مالي، علما أن الحكومة المالية المؤقتة وافقت مؤخرا بعد تردد على نشر قوات أفريقية تابعة ل »إكواس« على أراضيها تتألف من 3300 عسكري تمهيدا لشن عمليات عسكرية ضد المجموعات الجهادية المسيطرة على منطقة أزواد التي تشكل نحو ثلثي التراب المالي. ومن جهة أخرى، استعبد الجنرال الأمريكي كارتر هام المسؤول الأول على القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة لإفريقيا التي تسمى اختصارا »الأفريكوم« مشاركة القوات الأمريكية في أي تدخل عسكري في الشمال المالي، مؤكدا أنه لا يتوقع ولا يرى »أي إمكانية لتدخل القوات العسكرية الأمريكية على الأرض«، وواصل الجنرال الأمريكي يقول في مقابلة مع المجلة المغربية »ماروك إيبدو« : »الأفضل أن تقدم الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا على القيام بتلك العملية«، مضيفا أن »هناك طرقاً أخرى تستطيع الولاياتالمتحدة من خلالها أن تقدم دعمها، كالمساعدة اللوجستية على سبيل المثال، والاستعلامات التي بإمكانها تسهيل العمليات والأنشطة«، مشددا على أن كل ذلك »دون جنود على الأرض«، وأوضح المسؤول العسكري الأمريكي في نفس السياق: »ما أراه هو أن زعماء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لم يتخذوا بعد قراراً بشأن خطة عمل، وفي غضون ذلك، نقف نحن إلى جانبهم، ومستعدون للمساعدة إذا ما عمدت دول المجموعة إلى طلب دعمنا«، وكشف الجنرال هام عن وجود نحو 5000 فرد من قوات الجيش الأمريكي بإفريقيا، يعمل معظمهم بقاعدة »زليمونير« بجيبوتي، مؤكدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تتوفر »إلا على قاعدة عسكرية وحيدة في القارة السمراء«.