اعتبر وزير البنى التحتية الإسرائيلية بنيامين بن أليعازر أن السلام بين سوريا وإسرائيل سيقلب الوضع الإستراتيجي في الشرق الأوسط، لأنه سيعزل إيران و"يسكت حزب الله" على حد تعبيره. وأضاف بن أليعازر في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية "نتحدث عن سلام حقيقي، عن نهاية حالة الحرب، عن فتح الحدود، وإسرائيل مستعدة لدفع الثمن من أجل سلام كهذا وتعايش مع سوريا". وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه سيتوجه – أمس- إلى الجولان لتلبية احتياجات السكان هناك، خصوصا في مجال الكهرباء والأشغال العامة والتنمية. ويتناقض حديث بن أليعازر عن استعداد إسرائيل لدفع الثمن المطلوب من أجل السلام مع سوريا، مع تأكيدات أطلقها رئيس الوزراء إيهود أولمرت في سياق مساءلته أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أول أمس، والتي أكد فيها أنه لم يقدم أي تعهد أو التزام لدمشق بالانسحاب من هضبة الجولان المحتلة. وقال أولمرت إن المفاوضات مع سوريا تجري على أساس مبادئ مؤتمر مدريد، ودافع أولمرت أمام اللجنة عن قراره بالذهاب للمفاوضات مع سوريا، مؤكدا أنه لم يكن لديه خيار آخر وأن "ما رجح كفة الميزان لصالح إجرائها هو مسألة معرفة ما إذا كنا سننجر بسبب خطأ في التقدير إلى نزاع مع سوريا". وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه إن أولمرت قال أمام أعضاء اللجنة التي تعقد جلساتها "في مثل هذه الحالة كان يمكن حتما مساءلتي كيف حصل أن السوريين سعوا إلى السلام، وأنني لم أدرس هذا الاحتمال". وتابع "كل شخص يتولى مهامي يدرك أن هذه المبادرة يجب أن تدار بالحد الأقصى من الحذر وأن السرية ضرورية جدا" موضحا أنه أطلق جهودا بهذا الصدد في فيفري 2007. وأوضح أولمرت "لم ينصح أحد في العالم إسرائيل بالامتناع عن التفاوض حول السلام، ومن البديهي أنني أبلغت حلفاءنا المقربين بهذه التطورات" في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وتحدى أولمرت زعيم اليمين بنيامين نتنياهو بأن يكشف كتابا قال إنه تلقاه من الرئاسة الأمريكية -حينما كان رئيسا للوزراء في إسرائيل- ألغيت بموجبه حسب نتنياهو ما وصفها بوديعة رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين الخاصة بإعادة الجولان كاملا إلى سوريا. وكان عدد من النواب هاجموا أولمرت واتهموه بأنه فاقد للحق الأخلاقي ولا يملك أي تفويض بخصوص التفاوض مع سوريا حول الجولان بسبب التحقيقات التي تلاحقه. يشار إلى أن محادثات السلام بين إسرائيل وسوريا والتي جرت برعاية واشنطن، توقفت عام 2000 بعدما بلغت طريقا مسدودا في موضوع الجولان، حيث تطالب سوريا باستعادة الهضبة كاملة حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه العذبة الرئيسي في إسرائيل. وقد انتقل نحو 18 ألف إسرائيلي إلى الجولان حيث يعيش أيضا نحو 22 ألف درزي أعطتهم إسرائيل خيار الحصول على الجنسية بعد ضم الهضبة، وهو ما لم يلق اعترافا دوليا، كما رفضه الكثير من الدروز. الوكالات/ واف