قال الدكتور، صالح موهوبي، إن التدخل العسكري في مالي ستنجر عنه انعكاسات مضرة لمجموع دول منطقة الساحل، وكذا على باقي القارة الإفريقية، وحذر الأستاذ موهوبي خلال محاضرة ألقاها بمنتدى يومية الشعب تحت عنوان »التهديد على الساحل: رهانات وآفاق« من انتهاج الخيار العسكري لتسوية الأزمة التي تهز مالي منذ عدة أشهر، ومكافحة الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال البلد. وأوضح الأستاذ المختص في الموضوع أن »العمل العسكري لا يعد حلا للأزمة ومن ثمة ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية«، وفي هذا الخصوص كشف هذا المختص أن بلدان مجموعة دول غرب إفريقيا التي قررت إرسال 3300 جدني إلى هذا البلد »لا تتوفر على إمكانيات« مكافحة الجماعات المسلحة و»لا على وسائل استعادة أمن ووحدة هذا البلد«. كما ندد المتدخل أيضا بموقف البلدان الداعية إلى الخيار العسكري لاسيما باسم مكافحة الإرهاب، »لأن ما يجري بالمنطقة وبمالي على وجه الخصوص لا يقتصر على الإرهاب فقط«، وانتقد من جهة أخرى موهوبي سياسة بعض القوى الغربية التي تدافع عن الحل العسكري، مؤكدا أن هذه الفكرة تخفي وراءها الطمع فيها يزخر بها باطن هذه المنطقة الشاسعة التي تتوفر على ثروات هائلة. وحسب قوله وإضافة إلى الحل السياسي فإن التكفل بالجانب الاقتصادي يعد ضروريا من خلال إعداد مخطط تنمية لفائدة البلدان الفقيرة بالمنطقة.، كما عاتب المتحدث عن البلدان المؤيدة لتدخل عسكري بعدم تقديم أي اقتراح من اجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه المنطقة لأنه ضروري لتحقيق استقرارها. ودعا الأستاذ صالح موهوبي إلى تفعيل الدبلوماسية الجزائرية التي عرفت جمودا على حد قوله، ونبه إلى ضخ دماء جديدة في القائمين على الشأن الإفريقي، مشيرا إلى أن الجزائر لها وزن عند الدول الإفريقية، غير أن الدبلوماسية لم تستغل هذا الثقل في إدارة الأزمات المحيطة بها.