شدد قادة دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا (ايكواس) على ان الحوار يبقى "الخيار المفضل" لحل الأزمة السياسية في مالي" قبل اللجوء إلى الخيار العسكري لاسترجاع شمال مالي من ايدي الجماعات المسلحة التي تسيطر عليه من عدة اشهر. و دعا القادة الافارقة في بيان اصدروه في ختام اشغال القمة الاستنائية امس بابوجا (نيجيريا) إلى مواصلة الحوار الذي يبقى "الخيار المفضل "من اجل التوصل إلى حل سياسي للازمة التي تعصف بمالي محذرين من ان "اللجوء إلى القوة قد يكون أمرا لا مفر منه لتفكيك الشبكات الإرهابية والإجرامية العابرة للقارات". وقد اعتبر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني ان تاكيد قمة ايكواس على ان الحوار يبقى "الخيار المفضل" في تسوية الأزمة في مالي هو "الموقف الذي تدافع عنه الجزائر" . وقال بلاني في هذا الصدد "لقد تمت دعوة الجزائر للمشاركة في قمة المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا التي اختتمت بأبوجا حيث أكدت مجددا على موقفها المعروف على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل. و نسجل أن هذه القمة أكدت على أن الحوار يبقى الخيار المفضل لتسوية الأزمة السياسية في مالي و هو الموقف الذي تدافع عنه الجزائر". و ذكر بلاني بأن الجزائر لطالما أكدت على إمكانية التوصل إلى تسوية للأزمة من خلال حوار بين السلطات المالية و المجموعات المتمردة لشمال مالي" مضيفا أن اتضاح الوضع على مستوى هذه المجموعات المتمردة يسمح بتصور حل سياسي دائم يحترم سيادة مالي و وحدته الترابية. كما اعتمد قادة (ايكواس) خطة اطلق عليها "المفهوم الملائم لعمليات نشر قوة دولية تقودها افريقيا" تنص على ارسال قوة عسكرية نتكون من 3300 جندي إلى مالي "لمدة عام" لاستعادة شمال البلاد التي تسيطر عليه الجماعات المسلحة. و أعرب الرئيس الايفواري حسن واتارا الذي يترأس حاليا المجموعة ايكواس عن الامل في ان يوافق مجلس الامن الدولي على خطة التدخل الدولي هذه التي ستعرض عليه في نهاية الشهر الجاري او مطلع ديسمبر المقبل. و كان الرئيس الايفواري قد دعا في افتتاح اشغال القمة إلى " تكثيف الجهود للتوصل إلى حل تفاوضي قد يسمح بتدخل عسكري يستهدف فقط "الارهابيين". وقال واتار في هذا الصدد "علينا تسريع حل الازمة في مالي ومنطقة الساحل" مضيفا "ان التوجه إلى حل سياسي تفاوضي سيسمح لنا بقيادة تدخل عسكري هادىء يحدد بشكل افضل الاهداف والارهابيين الواجب مقاتلتهم". وقبل انعقاد القمة صرح الممثل الخاص للامم المتحدة لغرب افريقيا سعيد جينيت بانه "يجب ابقاء الضغط على اشده مع تقدم خطة التدخل العسكري. والجميع يرغب في ان لا يستهدف التدخل سوى الارهابيين (...) وخيارنا المفضل يبقى الحوار". وقال جنيت ان هذا "التدخل سيستند إلى قرار للامم المتحدة (...) لطرد المتمردين والفوضويين الذين حولوا مساحات شاسعة من شمال البلاد إلى منطقة خارجة على القانون. علينا القيام بذلك لتفادي العواقب الضارة ليس لمالي فقط بل لمجمل غرب افريقيا وافريقيا برمتها". ومثل مساهل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال القمة الاستثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) حول مالي. و حمل مساهل رسالتين خطيتين من الرئيس بوتفليقة إلى كل من رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و الرئيس النيجيري جوناتان غودلاك بشان الازمة في مالي. وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد دعت عشية انعقاد قمة ابوجا "دعاة التدخل العسكري" في شمال مالي طالبة من فرنسا "التخلي عن تصرفها المثير للحرب" و بدل ذلك دعم الحوار من أجل حل سياسي للأزمة في مالي. و أكد ممثل لنشاط الدبلوماسي للحركة الوطنية لتحرير أزواد موسى اغ الطاهر في حديث ليومية ليكسبريسيون أن التدخل العسكري في شمال مالي "سيولد الفوضى" مضيفا أن "أي تدخل في أزواد سيزيد الطين بلة في الساحل و سيشعل المنطقة قاطبة". و أشاد الطاهر بدور الجزائر في تسيير النزاع الذي يمس منطقة شمال مالي موضحا أن "لا يمكن الاستغناء على الجزائر" في تسوية مشكل الوحدة الترابية وبنفس الصوت تكلمت حركة "انصار الدين "إحدى الجماعات بشمال مالي مؤكدة دعمها للحوار والمشاركة في المفاوضات من اجل السلام في شمال مالي ومعلنة رفضها "لكل أشكال التطرف والإرهاب ومكافحة الإجرام المنظم عبر الحدود". ودعت الحركة سلطات المالية الانتقالية والجماعات المسلحة الأخرى إلى الدخول في حوار سياسي شامل بدون تأخير" متعهدة بوقف شامل للأعمال العسكرية وداعية كافة الحركات المسلحة إلى أن" تحذو حذوها".