اقترح وزير الخارجية الإسباني ميخال انخل موراتينوس، الوساطة بين الجزائر والمغرب لحل الخلافات بين الجارتين قبل أيام من اللقاء المرتقب بين البوليساريو والمغرب، حيث بدا الوزير الاسباني واثقا من نجاح طريق الوساطة في حال قبول الطرفين بها.ونقلت وسائل إعلام أجنبية عن وزير الخارجية الاسباني ميخال انخل موراتينوس اقتراحه إجراء بلاده لوساطة بين الجزائر والمغرب، وقال ''نحاول إيجاد مناخ للتواصل في الحوض المتوسطي ولن يتأتى ذلك من دون فتح الحدود''. وتعد المبادرة الاسبانية الثانية من نوعها، بعد تلك التي سبق لمدريد أن اقترحتها بين الدولتين عندما فاز خوسيه لويس زاباتيرو برئاسة الحكومة في انتخابات 2004وهو الشخصية المعروفة بمسايرتها للطرح التوسعي المغربي على حساب الأراضي الصحراوية، حيث عرض هذا الأخير وساطته بداية عام 2005مستعملا في سبيل ذلك كل الأدوات الدبلوماسية المتاحة له، كما دعا دولا فاعلة إلى حضور ما اسماه اجتماع ''أصدقاء الصحراء الغربية''، الذي أتبعه بعقد اجتماع رباعي ضم الجزائر والمغرب وفرنسا بالإضافة إلى اسبانيا. من جانبها رفضت الجزائر، على لسان وزير خارجيتها آنذاك عبد العزيز بلخادم، تلبية الدعوة وظل الموقف الجزائري رافضا لكل الوساطات الأجنبية بما فيها وساطات بعض الدول العربية وتحديدا الخليجية منها، إضافة إلى الوساطة المصرية التي سرعان ما اصطدمت بالموقف الثابت للدولة الجزائرية التي قالت إن رفضها للوساطة ينطلق من كون علاقة الجزائر مع المغرب لا تحتاج إلى أية وساطة، مشددة على أن أي رغبة منها في فتح هذا الحوار مع الرباط ستكون عبر قنواتها وممثلياتها الدبلوماسية. ولم يحد مراد مدلسي خليفة بلخادم على رأس الدبلوماسية عن ذلك الموقف، وهو الذي أكد في كل المحطات على أن الموقف التقليدي للجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في الخلاف الجزائري المغربي، كون الجزائر ليست في حاجة لطرف ثالث من أجل تطبيع العلاقات وإعادة الدفء بين الجارتين المعروفة علاقتهما باقتصارها على ''دبلوماسية الرسائل''. وقبل أي رد فعل رسمي جزائري حيال المقترح الإسباني الذي سيلقى رفضا جزائريا، برأي المتتبعين من حيث المبدأ، فإن للجزائر سببا آخر يجعلها ترفض مبادرة مدريد من باب تحفظها هذه المرة تحديدا على شخص موراتينوس المعروف عنه بأنه''رجل المغرب في إسبانيا''، لاحتكاكه الكبير مع اللوبيات المتبنية لطرح المخزن في حل معضلة الصحراء، ونتيجة لهاته المعطيات فقد قوبل المقترح الاسباني بترحاب كبير لدى السلطات المغربية.