جل خلال العام المنصرم تراجع غير مسبوق في النشاط الإرهابي وفي عدد العمليات التي نفذتها الجماعات المسلحة ضد أهداف أمنية أو مدنية، وكشف مسؤول سامي في المؤسسة العسكرية أن نشاط عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أصبح محصورا بشكل واضح بمنطقة القبائل. جحت قوات الأمن في القضاء على 161 إرهابي وتوقيف 309 آخرين خلال سنة 2012 المنقضية، وكشف تقرير حصل عليه الموقع الاليكتروني »كل شيء عن الجزائر« الاثنين المنصرم، لدى مسؤول عسكري رفيع مكلف بمكافحة بالإرهاب، لم يكشف عن اسمه، أن »النشاط الإرهابي قد تراجع وبصفة واضحة خلال السنة المنصرمة، وتركز الخطر في ولاية بومرداس وتيزي وزو والبويرة وبجاية..«، وكشف المسؤول العسكري في نفس السياق بأن قوات الجيش تحاصر هذه المناطق للحد أكبر قدر ممكن من نشاط المجموعات الإرهابية، وقد سمح الضغط المتواصل الذي مارسه الجيش ومختلف مصالح الأمن في تحقيق نتائج ملموسة، ففي 16 ديسمبر من السنة الماضية تم توقيف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والناطق باسم هذا التنظيم الإرهابي صالح قاسمي، المكنى بمحمد أبو صلاح، وهذا بقرية الشرفة بالبويرة، وهو ما اعتبر ضربة موجعة لتنظيم عبد الملك درودكال. ونجحت قوات الأمن، يضيف ذات المصدر، في إفشال »مخطط لتنفيذ اعتداءات ضد قوات الجيش الوطني الشعبي واختطاف أجانب في نهاية رمضان الماضي..«، علما أنه لم تسحل خلال سنة 2012 أي عملية إرهابية في العاصمة، أوضح المسؤول العسكري الرفيع في نفس السياق قائلا بأن »الإرهابيين نجحوا فقط في تنفيذ عمليتين ضد هدفين أمنيين في تمنراست وورقلة (قوات الدرك الوطني)..«. وبحسب التفسير الذي قدمه هذا المسؤول فإن تراجع العمليات الإرهابية خلال 2012 يعود أساسا إلى الضغط الذي مارسته أسلاك الأمن على معاقل المجموعات الإرهابية، وبفضل سياسة العفو التي سمحت ل 34 إرهابيا بتسليم أنفسهم في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وأوضح نفس المصدر أن قوات الأمن ركزت ضغطها على منطقة القبائل، وقد تم تعزيز تواجد قوات الأمن المكلفة بمكافحة الإرهاب على الحدود المشتركة مع ليبيا وبلدان الساحل، وهو ما سمح بتوقيف 40 عنصرا تابعا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على الحدود الجزائرية- الليبية«، مضيفا »هؤلاء الإرهابيون حاولوا الدخول إلى الصحراء الجزائرية لتنفيذ اعتداءات..«.