شرعت قوات الجيش، بمشاركة الدرك والحرس البلدي والمقاومين في عملية تمشيط واسعة النطاق بالعديد من المناطق التي تعتبر معاقل لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بكل من ولايتي بومرداس وتيزي وزو وصولا إلى مرتفعات ولايتي البويرة وبجاية، وكشفت مصادر أمنية من جهة أخرى عن محاصرة وحدات النخبة من الجيش لعدد غير معروف من العناصر الإرهابية بغابات سيدي علي بوناب. تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي عملية التمشيط التي تقوم بها القوات الأمنية المشتركة، بالعديد من غابات وأحراش ولايتي تيزي وزو وبومرداس، ووصلت العمليات العسكرية، التي وصفتها جهات أمنية ب»غير المسبوقة« منذ أشهر، إلى مشارف ولايتي البويرة وبجاية، بحيث شملت أهم المعاقل التي لا تزال تتمركز فيها بقايا ما يسمى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وعمدت السلطات طيلة اليومين الماضيين إلى تعطيل شبكة الهاتف النقال للمتعاملين الثلاثة طيلة اليوم إلى غاية المساء، لتفادي التفجيرات الإرهابية، على اعتبار أن الجماعات المسلحة أصبحت تلجأ بشكل أكبر إلى العمليات التفجيرية باستعمال الهواتف النقالة وهذا لضرب أهداف أمنية أو لمحاولة تعطيل تقدم قوات الجيش نحو معاقلها التي تكون مزروعة عادة بعبوات ناسفة. ونقلت مصادر أمنية عليمة معلومات تتحدث عن قيام قوات النخبة في الجيش بمحاصرة منطقة واسعة من غابات سيدي علي بوناب التي تربط مرتفعات بومرداس وتيزي وزو، ويعتقد أن المنطقة المحاصرة تتواجد بها أعداد كبيرة غير معروفة من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كانوا يعقدون اجتماعا بهدف إعادة تنظيم صفوف التنظيم الإرهابي، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها مؤخرا على أيدي قوات الأمن. ولمحت نفس المصادر إلى وجود مسؤول كبير من التنظيم الإرهابي ضمن المحاصرين قد يكون أمير التنظيم عبد الملك دروكدال المكنى »أبو مصعب عبد الودود«، مع العالم أن العملية العسكرية المذكورة تم الشروع فيها بعد ورود معلومات إلى مصالح الأمن عن تحركات إرهابية مكثفة بالمنطقة، خاصة بعد إلقاء القبض على عناصر تابعة لشبكات الدعم والإسناد، والقضاء على ثلاثة إرهابيين ببلدية يسر شرقي بومرداس، وعنصرين آخرين، من بينهما مسؤول المال في تنظيم دروكدال، ببودواو ببومرداس. ويتوقع المتتبعون للملف الأمني أن تحقق العملية العسكرية التي يجري تنفيذها بولايتي بومرداس وتيزي وزو أهدافها، حتى وإن لم تتسرب معلومات لحد الساعة عن حصيلتها، وهذا بفعل الإمكانيات الكبيرة التي تم تجنيدها، وبفعل عمليات القصف الأرضي والجوي التي استهدفت تحصينات إرهابية بغابات سيدي علي بوناب التي تعتبر إحدى أهم المعاقل التي لا تزال تتمركز فيها بقايا كتائب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المسؤولة عن أغلب الاعتداءات الإرهابية التي تنفذ بمنطقة القبائل وحتى بشرق العاصمة. وتواجه سرايا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خاصة بوسط البلاد، ومنطقة القبائل تحديدا، حصارا أمنيا متواصلا منذ أشهر صعّب على عناصرها التنقل والتزود بالمؤونة، ناهيك عن القيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين أو عناصر الجيش والأمن، ويبدو أن تفكيك قوات مكافحة الإرهاب للعديد من شبكات الرصد والإسناد، ومواصلة العديد من العناصر المسلحة، من بينها أمراء، في تسليم أنفسهم للسلطات، قد ساهم في إحكام القبضة على بقايا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، التي تعيش-حسب توقعات خبراء وطنيين وأجانب- أخر أيامها داخل التراب الجزائري، وتحديدا في شمال البلاد، مع الإشارة أنه سبق لمصادر أمنية عليمة أن سربت معلومات تتحدث عن تحضير الأمير الوطني لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وأعوانه لنقل قيادة التنظيم الإرهابي إلى الجنوب، أي إلى منطقة الساحل الصحراوي، من أجل مراقبة النشاط الإرهابي في المنطقة عن قرب، ومن أجل الحصول على المال والسلاح، الذي تجنيه المجموعات الإرهابية من نشاط التهريب وعمليات خطف الرعايا الغربيين. يذكر أيضا أن عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بدأت في التحرك خلال الأسابيع الأخيرة بهدف الانفصال عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتشكيل فصيل إرهابي جديد يتبنى إستراتيجية مغايرة للإستراتيجية التي يعتمدها تنظيم القاعدة.