القضاء على 193 إرهابيا وتوقيف 320 عنصرا بينهم أمراء اعتداءان “استعراضيان" في تمنراست وورڤلة و"تشويش" بالشرق ولا عملية في العاصمة بهاء الدين.م تفيد إحصائيات أمنية رسمية وتقارير خبراء وهيئات متخصصة، بانحسار لافت للنشاط الإرهابي خلال سنة 2012 وتراجع الاعتداءات الإرهابية في المعاقل الرئيسية والتقليدية للإرهاب، إضافة إلى العجز عن تنفيذ اعتداءات انتحارية، حيث لم تسجل أي عملية إرهابية كبيرة، باستثناء تفجيرين اثنين ضد مواقع أمنية في تمنراست وورڤلة. في المقابل، حققت الأجهزة الأمنية نجاحات ميدانية بسقوط إرهابيين من الجيل الأول للإرهاب في كمائن بناء على عمل استعلاماتي فعّال. كما كانت العاصمة آمنة خلال السنة الجارية ولم يسجل بها أي اعتداء إرهابي مثير. ونجحت الوحدات الأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب وفقا لحصيلة رسمية في القضاء على حوالي 193 إرهابيا على المستوى الوطني بولايات البويرة، بومرداس، برج بوعريريج، تبسة، تيبازة، عين الدفلى، تيسمسيلت، المدية، البليدة، البيض، عنابة، قسنطينة، تيزي وزو، جيجل، سكيكدة، باتنة، خنشلة وسيدي بلعباس، في أقل من 12 شهرا، مقابل توقيف أكثر من 320 عنصرا منهم إرهابيون، وأغلبهم ينشطون في شبكات دعم وإسناد، وتم تسجيل تسليم حوالي 41 إرهابيا أنفسهم إلى مصالح الأمن، منهم قياديون برتبة “أمير" ومرشح لتنفيذ اعتداء انتحاري وآخرين من أقرب مساعدي درودكال. بينما اختار آخرون قياديون التعاون مع مصالح الأمن، من خلال توفير معلومات دقيقة كانت وراء تحقيق أنجح العمليات العسكرية بالعديد من ولايات الوطن، خاصة بمنطقتي البويرة وبومرداس في الوسط وعلى طول الشريط الحدودي مع ليبيا ومالي بالجنوب وبدرجة أقل على محور تبسةوخنشلة في الشرق. عمليات إرهابية معزولة ونزيف في صفوف الإرهابيين وتفيد مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن تمكنت من رفع حصيلة مكافحة الإرهاب، حيث سمحت الخطة الأمنية المطبقة خلال السنة الجارية بتنفيذ عمليات نوعية نجحت في القضاء على قيادات بارزة في التنظيمات المسلحة التي ما تزال تنشط في مناطق متفرقة ومعزولة من الوطن. وأشارت المصادر إلى أن سنة 2012 لم تسجل سوى 72 عملية إرهابية طيلة ال12 شهرا، كان أهمها عمليات تفجير لسيارات مفخخة ضد مراكز للدرك الوطني في تمنراست وورڤلة. في المقابل، أوقفت مصالح الأمن المتخصصة 230 إرهابيا و«متعاونا" مع الارهاب، أهمهم قاضي “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والذي تم توقيفه في منطقة بريان بولاية غرداية، وعماد الليبي الذي ألقي عليه القبض في تبسة، وأبو سهيل في بومرداس، وأخطر أمراء “القاعدة بشرق البلد “عبد المالك سلامي" بوسط مدينة عنابة. وتعد هذه العمليات “النوعية" في مكافحة الارهاب بمثابة “الصدمة القوية" التي ساهمت في ضرب العمود الفقري للقاعدة، بسبب نوعية تلك العمليات من حيث دقة المعلومات والتنفيذ، وأدخلت العملية التنظيم الإرهابي في دوامة من الشكوك والارتباك حول كيفية تسرب معلومات في غاية السرية لا يعرفها إلا أبومصعب ورجال ثقته، مثلما حدث مع أبواسحاق السوفي وعبد المالك سلامي المكنى ب«الفهد". وفي هذا الاطار، طورت الأجهزة المختصة عمل وحدات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب من خلال إعداد بنك معلومات وأهداف دقيقة حول تحركات عناصر تنظيم “القاعدة" عبر الوطن. ويلفت متتبعون للشأن الأمني الانتباه إلى عدم وقوع أي اعتداء إرهابي مثير خلال هذه السنة بالعاصمة، باستثناء استهداف بعض عناصر الدفاع الذاتي سابقا، بعد أن نجحت مصالح الأمن في إحباط مخططات تنفيذ اعتداءات انتحارية في العديد من المناسبات، حيث كان المدعو عبد الرشيد عبد المومن المكنى حذيفة أبو يونس العاصمي (حذيفة الجند)، أمير المنطقة الثانية قد أوفد العديد من المرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية في العاصمة، لإثارة صدى إعلامي يعيد التنظيم الإرهابي إلى واجهة الأحداث، بعد سلسلة الخسائر وفقدانه أهم أمرائه، وتم بالمقابل تفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد التي تشكل القواعد الخلفية للجماعات الإرهابية. مسار التوبة يتواصل ويرجع متتبعون للملف الأمني التراجع في عدد ضحايا النشاط الإرهابي في الجزائر إلى عدد من العوامل، منها الحصار والضغط الأمني الذي تقوم به قوات الجيش وباقي أسلاك الأمن الأخرى على معاقل “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، وعودة موجة التوبة في الآونة الأخيرة على خلفية النداءات التي قام بها عناصر من نفس التنظيم سلموا أنفسهم لمصالح الأمن مؤخرا. ورغم ذلك تحاول المجموعات الإرهابية التي تنشط تحت لواء ما يسمى ب “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، القيام بعمليات استعراضية في محاولة لتسخين الجبهة الأمنية بشكل متزامن مع أبرز المحطات الانتخابية التي قطعتها الجزائر خلال سنة 2012. ويتوقع العديد من المتتبعين للشأن الأمني، أن تحاول مجموعات عبد المالك درودكال المكنى أبومصعب عبد الودود استمرار تنفيذ اعتداءات خاصة بوسط وشرق البلاد، وهي المناطق التي لا تزال تشهد نشاطا إرهابيا رغم التراجع الكبير في عدد العناصر المسلحة التي لا تزال تنشط. ولا تزال قوات الأمن تسجل انتصارات كبيرة ضد العناصر المسلحة، حيث تمكنت قوات الجيش نهاية الأسبوع المنصرم من القضاء على سبعة إرهابيين في كمين نصب لهم بالبويرة، ويتزامن ذلك مع الإعلان عن تسليم عدد من العناصر المسلحة أنفسهم بولاية بومرداس والحديث عن استعداد العشرات من المسلحين لتسليم أنفسهم بعد دخولهم في اتصالات مع السلطات الأمنية، وكان عدد من العناصر الإرهابية التائبة قد وجهوا نداءا في المدة الأخيرة للمسلحين دعوهم فيه إلى التخلي عن النشاط المسلح والاستفادة من تدابير نصوص ميثاق السلم والمصالحة الوطنية مثلما سجلته الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة.