سجلت إحصائيات نشرتها وكالة "رويترز" للأنباء تراجع في مستوى وحدّة أعمال العنف الإرهابي في الجزائر خلال شهر جويلية الماضي إلى مستويات قياسية، وكشف التقرير أن وحدات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن تمكنت من رفع حصيلة مكافحة الإرهاب، حيث سمحت الخطة الأمنية المطبقة من تنفيذ عمليات نوعية نجحت في القضاء على قيادات بارزة في التنظيمات المسلحة التي ما تزال تنشط في مناطق متفرقة ومعزولة من الوطن. ليلى.س أظهرت أرقام ومعلومات رسمية وصحفية اعتمدت عليها وكالة "رويترز" لإعداد تقرير حول حصيلة أعمال العنف ونتائج الخطة الأمنية الجاري تطبيقه للقضاء على الإرهاب على مدى الشهر الماضي، أن معدل العنف و الأعمال الإرهابية تراجع بأقل من النصف خلال الشهر المنصرم الذي سجل فيه القضاء على ثلاثة الإرهابيين من كبار المطلوبين ومقتل إرهابي في تفجير انتحاري بالأخضرية في ولاية البويرة، فيما سجل مقتل مواطن وثلاثة من عناصر الأمن في عمليات مختلفة. وحسب تقديرات الوكالة فقط تراجع معدل العنف بأقل من النصف مقارنة بالشهر المنصرم الذي سجل فيه مقتل 17 شخصا، ومن أهم الحوادث الأمنية المسجلة في جويلية القضاء على الأمير علي جمعة ببرج منايل في 12 جويلية، كما تم القضاء على إرهابيين آخرين في بالبويرة وقتل رابع في تفجير الأخضرية الذي استهدف دورية للجيش الوطني الشعبي. ولاحظ التقرير ما أسماه "الهدوء النسبي" من حيث وتيرة الهجمات الإرهابية على مدى شهر جويلية الماضي يقول عنه الخبراء إنه جاء نتيجة إستراتيجية مزدوجة تتمثل في الوقاية وفي ملاحقة المجموعات المسلحة في معاقلهم، وتمكنت مصالح الأمن في الفترة الأخيرة من إحباط عدة هجمات انتحارية وكمائن، إضافة إلى اعتقال وتفكيك كثير من الشبكات الإرهابية، ما دفع الجماعات الإرهابية إلى البحث عن تكتيكات جديدة ومنها استغلال الساعات المتقدمة من النهار للقيام بهجماتها. وجاء تأكيد وكالة "رويترز" تراجع الإرهاب في الجزائر مؤخرا متزامنا مع طروحات بعض الخبراء الأمنيين الذين اعتبروا أن الهجوم الانتحاري الأخير في تيزي وزو كان محاولة من الجماعات الإرهابية لتكذيب التفاؤل مصالح الأمن في الجزائر حول تحسن الوضع الأمني في البلاد، بعد القضاء على قيادات بارزة في التنظيمات المسلحة، وإعلان المدير العام للأمن علي التونسي في 22 جويلية الماضي أن قوات الأمن ستقوم قريبا بتغطية كافة التراب الوطني بما في ذلك منطقة القبائل أنها انتقلت من حالة الدفاع إلى الهجوم. ويقول متتبعون للشأن الأمني إن اختراق عناصر جهاز الاستعلامات قد مكّن الأجهزة الأمنية من القضاء على مجموعة من الإرهابيين الرئيسيين، حيث قتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المدعو سمير سعيود المكنى بسمير أبو مصعب يوم 26 أفريل 2007، كما نجحت عناصر الأمن في جويلية الماضي في القضاء على الإرهابي علي الديس الذراع الأيمن والمستشار العسكري لزعيم تنظيم القاعدة دروكدال، وفي أكتوبر الماضي تمكنت قوات الأمن من تفكيك الخلية الإرهابية التي نفذت اعتداء 11 أفريل وقتلت العقل المدبر لها وهو زهير حريق، وبعده بوزقزة عبد الرحمن أمير كتيبة الفاروق الذي قضي عليه في أفريل الماضي. وكان آخر عنصر نجحت قوات الأمن في القضاء عليه مؤخرا هو مراد صغير المكنى بمراد "البومبي" في 31 جويلية المنصرم، ويعتبر من أهم مصادر التمويل لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما يعرف بأنه أرهب السكان عدد من بلديات ولاية بومرداس حيث يختطف الأثرياء بغرض طلب الفدية. وتنظر أجهزة الأمن إلى تراجع وتيرة النشاط الإرهابي وتقلص عمليات التنظيمات المسلحة وشنها خارج العاصمة على أنه دليل على الصعوبات التي تتخبط فيها الجماعة السلفية للدعوة والقتال بفعل الضربات المتتالية للقوات المشتركة للجيش، كما زادت حالة الاقتتال داخل التنظيمات المسلحة وتمكن العديد من عناصرها من تسليم أنفسهم إلى مصالح الأمن من تعقيد وضعية هذا التنظيم، في وقت قدرّ زرهوني عدد العناصر الإرهابية الناشطة بحوالي 300 إلى 400 مسلح.