يشكو سكان معظم أحياء العاصمة من شرقها إلى غربها من تدهور وضعية الطرقات الرئيسية والفرعية، بسبب غياب أشغال التهيئة، حيث لم ''يشم'' بعضها رائحة الزفت منذ سنوات طويلة، فيما يتسبب تعطل الأشغال التي لا تنتهي بالبعض الآخر في تردي حالتها ، ويزداد الأمر سوءا في فصل الشتاء .. وأمام استمرار الوضع على حاله ولمدة طويلة، تحولت العاصمة شيئا فشيئا إلى دشرة حقيقية، يعاني سكانها الأمرّين، في الوقت الذي تغيب فيه السلطات المحلية و مصالح الأشغال العمومية لولاية الجزائر. الداخل إلى أحياء العاصمة شرقا ، غربا أوجنوبا، يقف على حقيقة يؤكدها بما يشاهده بأم عينيه من مظاهر تدهور الطرقات التي أصبحت ديكورا خاصا يميز ويوحد جميع أحياء العاصمة، نفس المشاهد تتكرر هنا وهناك ونفس المعاناة يتقاسمها جميع السكان، فإذا دخلت من بلدية بن عكنون قاصدا درارية مرورا بأحياء عين الله واد الرمان، العاشوروالسبالة، فإن أكثر شيء يلفت انتباهك هو وضعية الطرقات في هذه الأحياء التي تملأها الحفر، ولو بدرجات متفاوتة من شارع إلى آخر ومن زقاق إلى زقاق، وضعية تثير استياء السكان، فعلى سبيل المثال يجد سكان حي السبالة صعوبة كبيرة في الدخول والخروج من حيهم بسبب وضعية الطريق الرابط بين السبالة والعاشور والذي تملأه الحفر العميقة وبشكل كبير، وهو السبب المباشر وراء تكرار حوادث المرور على هذا الطريق وكذلك اختناق المرور ابتداء من الساعة السادسة و45 دقيقة صباحا إلى أخر النهار ولم تفلح كل مساعي السكان لتغيير الوضع، برفع انشغالاتهم إلى السلطات المحلية. نفس مظاهر الاستياء نقف عندها، حين تتجول بشوارع درارية وأحواشها وكذا بابا احسن، حيث يعيش سكانها معاناة حقيقية مع الطرقات المهترئة، تعيق تنقلاتهم وتتسبب في أعطاب لسياراتهم وانسداد حركة المرور بها، والتي تجعل من عملية الدخول والخروج من وإلى هاتين البلديتين مهمة مستحيلة بسبب كثرة الاختناقات التي تخلق فوضى كبيرة. سكان بلديتي خرايسية والدويرة أيضا لا يختلف وضعهما كثيرا عن سكان بقية بلديات العاصمة، بل ربما تتعقد الأمور أكثر بالنسبة لهاتين المنطقتين، حيث توجد الطرقات في وضعية كارثية إذ تحولت خلال اليومين الأخيرين بفعل تساقط الأمطار إلى برك ومستنقعات، مما يعيق سير الراجلين والمركبات، حالة الطرقات حسب سكان دويرة وخرايسية تدهورت وضعيتها خلال السنوات الأخيرة لا سيما بعد الإهمال الذي طال كل شيء بهاتين البلدتين اللتان تعرفان توسعا عمرانيا كبيرا ..بعد تسليم عدة مشاريع سكنية على غرار سكنات البيع عن طريق الايجار »عدل« وغيرها ..كما أكد السكان أنهم تعبوا من تدهور الطرقات التي أصبحت تشكل عائقا لهم و مشكلا من المشاكل الروتينية اليومية، كما أرجعوا سببها إلى كثرة الأشغال العمومية و تكرارها، حيث يقوم عمال البلدية بعملية تهيئة قنوات الصرف الصحي و إدخال الغاز الطبيعي وأنابيب المياه للمساكن الحديثة و ترك الطرقات بعدها في حالة كارثية جراء عدم تعبيدها مرة أخرى، وعدم إعادتها على الأقل إلى حالتها الأولى، مشكلة حقيقية تلك التي يواجهها أصحاب المركبات بسبب ما تخلفه وضعية الطرقات من خسائر وأعطاب بسيارتهم، الذين تبدو عليهم يوميا مظاهر التذمر من سياسة البريكولاج التي ينتهجها عمال البلديات في عملية التهيئة وصيانة الطرقات، إذ يكتفون بترميمها عن طريق ردمها بالتراب فقط، مما يتسبب في انتشار واسع للغبار صيفا وكثرة البرك والحفر شتاء. وسيناريو الحفر العميقة وعدم انتهاء أشغال الطرق يتكرر بأحياء الكثير من بلديات شرق العاصمة أيضا، على غرار منطقة الحميز التي لايمكن أن تمر عبر زقاق، شارع رئيسي أو فرعي دون أن تعترض طريقك عشرات الحفر التي تزين كل شبر منها ، ونفس المشكل يلقي بظلاله على بلدية جسر قسنطينة، أين تتكرر عملية الحفر لكن دون إتمام الأشغال، وكذلك الأمر بالنسبة لباش جراح، براقي و بوروبة ، حيث تم تحويل الأرصفة وبعض الأزقة بعد عملية الحفر إلى تلال من الأتربة، ثم إلى وديان من المياه والطين بفعل تساقط الأمطار. سيناريو عدم إنهاء الأشغال يتكرر بمعظم أحياء العاصمة، مما زاد من متاعب السكان، الذين يجمعون أن المقاولون الذين يتسلمون الصفقات من طرف مصالح مختلف البلديات يتلاعبون بالمشاريع حسب هواهم مستغلين عدم مراقبة السلطات المحلية لأشغالهم، فيتركون الحفر العميقة مفتوحة وتتساقط الأمطار فيتحججون باستحالة إنهاء الأشغال مع استمرار تساقط الأمطار وهكذا -يؤكد المواطنون كلما سألتهم عن رأيهم عن الوضع -مع أن عملية الحفر كثيرا ما يشرع فيها قبل حلول موسم الأمطار لكن الحجة الأولى في تأخر إتمام الأشغال سوء الأحوال الجوية دائما وهكذا .. لتبقى دار لقمان على حالها .