أكّد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم أن من يتمسك بمطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي يريد استمرار العنف في سوريا، مبديا رفضه القاطع لتلك المطالب، موضحا أنّ تنفيذ المرحلة التحضيرية، وحكومة الوحدة الوطنية يجب أن تكون ثمرة حوار وطني جاد وصريح. قال المعلم في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري، مساء أمس الأول، إن تمسّك واشنطن ومن أسماها بأطراف المؤامرة على سوريا، برحيل الأسد، يعني أنهم يريدون استمرار العنف وتدمير سوريا، وأكد أن قطر والسعودية وتركيا بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدول التي تدعم وتمول وتسلح الإرهابيين في سوريا، وتعمل في إطار خطة دولية لها أبعاد سياسية واقتصادية وعسكرية ضد بلاده، مضيفا أنه دمشق ستكون متوهّمة لو اعتبرت أن تلك الدول ستتوقف عن دعم الإرهاب، وتابع أنه بالرغم من ذلك فإن الحوار الوطني الشامل لا مناص منه. وحول رؤية دمشق لحل الأزمة، قال رئيس الدبلوماسية السورية، إنّ قيادة بلاده تنطلق من فكرة المشاركة، موضحا أن الحكومة القائمة مسؤوليتها تنفيذ المرحلة التحضيرية، وحكومة الوحدة الوطنية يجب أن تكون ثمرة الحوار الوطني، وأن الحكومة لن يكون لها دور فاعل في مؤتمر الحوار الوطني لأن الدور سيكون لفعاليات المجتمع وأحزابه وقواه السياسية والاجتماعية والدينية، وأوضح أن المرحلة التحضيرية في البرنامج السياسي لحل الأزمة ستستمر من شهرين إلى 3 أشهر. كما قال المعلم، إنّ الميثاق الوطني وثيقة من إنتاج المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني وليست معدة مسبقا، وهو لضمان مشاركة الشعب السوري في الحوار من خلال الموافقة على الميثاق أو عدم الموافقة، لافتا إلى أن البرنامج السياسي لحل الأزمة هو التفسير السوري للمرحلة الانتقالية الغامضة التي جاء بها بيان جنيف، مشيرا إلى أنّ الدستور الجديد هو من سيحدد الحكومة الجديدة التي ستكون حكومة الاستقرار، لأن عليها وضع خطة لإعادة الإعمار وإجراء مصالحة وطنية شاملة عبر مؤتمر موسع. ميدانيا، أفادت تقارير إعلامية، أمس، بأن قوات الجيش الحرّ اقتحمت كتيبة للدفاع الجوي 599 التابعة للواء ,80 والمكلفة بحماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، وأنها استولت على كميات كبيرة من الأسلحة قبل أن تنسحب، وتخوض منذ الفجر اشتباكات عنيفة بأحياء بدمشق، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ خمسة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص النظام في حمص ودمشق، وتعرضت مدينة داريا المحاصرة لقصف صاروخي. يذكر أن صحيفة »لوموند« اليومية الفرنسية، نقلت أمس الأول عن مصادر بأجهزة مخابرات غربية قولها إن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية غير قاتلة ضد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص في أواخر ديسمبر الماضي، وقالت الصحيفة إن الأسلحة استخدمت في أربعة صواريخ أطلقت في 23 ديسمبر، مشيرة إلى أن القوى الغربية قللت من أهمية حادث منفرد كهذا على أمل ألاّ يتكرّر.