أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن كل أطياف المعارضة السورية معنية بالحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا على ضرورة التخلي عن شرط رحيل الأسد لأنه سيؤدي بسوريا إلى طريق مسدود، فيما تعقد المعارضة السورية اجتماعا في باريس مع كل داعميها في نهاية الشهر الجاري، في الوقت الذي يتواصل فيه الحديث عن استعمال السلاح الكيميائي من قبل قوات النظام السوري. دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم المعارضة إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى محادثات لتشكيل حكومة جديدة، مؤكدا على أن وضع الرئيس بشار الأسد لا يمكن المساس به. وأضاف أن أي منظمة معارضة تستطيع الانضمام إلى الحكومة الجديدة، بشرط نبذ التدخل الخارجي. وأكد المعلم في حديث للتلفزيون السوري موقف الرئيس القائم على أن الدستور الجديد والبرلمان الجديد هما ضمانة المضي قدما، ودعا الأممالمتحدة إلى التدخل للمساعدة في حماية حدود سوريا، بشرط أن توافق الحكومة السورية على كيفية القيام بذلك. وتعقد المعارضة السورية اجتماعا في العاصمة الفرنسية باريس في ال 28 جانفي الجاري، حسبما أفاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس الأحد. وقال فابيوس إن الاجتماع المرتقب نهاية جانفي الجاري، سيشارك فيه أبرز قادة المعارضة السورية وستكون أبرز الجهات الداعمة للائتلاف الوطني للمعارضة السورية حاضرة أيضا في هذا الاجتماع”. وتطالب المعارضة السورية برحيل الرئيس بشار الأسد قبل القبول بأي حوار مع السلطة وذلك رغم طرح الأسد مطلع الشهر الجاري مبادرة للحل السياسي للأزمة التي تعيشها البلاد تتضمن ثلاث مراحل وتشمل وقف العنف والخوض في حوارات تنتهي بمؤتمر للحوار الوطني ومن ثم التوصل إلى ميثاق وطني ووضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات. ميدانيا، قال ناشطون سوريون إن قتالا عنيفا اندلع بين القوات النظامية ومسلحين يحاولون إحكام سيطرتهم على قاعدتين عسكريتين في الشمال الشرقي من سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية إن المسلحين دمروا السبت دبابة على الأقل بالقرب من خان شيخون في محافظة إدلب. ويذكر أن المسلحين يشنون منذ أسابيع هجمات متكررة على القاعدتين الموجودتين في وادي ضيف وحمدية. وأضاف المرصد أن المسلحين يحاولون قطع الطرق المؤدية إلى القاعدتين والتي تزودها بالإمدادات. ويحاول المسلحون مؤخرا السيطرة على القواعد المحاصرة، وكان المسلحون قد استولوا مؤخرا على قاعدة تفتناز الجوية في محافظة ادلب، ما وجه ضربة قاصمة لنظام الرئيس بشار الأسد. تواصل الإدانة الدولية للعمليات العسكرية وعلى صعيد آخر، أدانت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة السبت العنف الذي عم سوريا خلال الأسبوع الماضي وخلف مقتل عشرات الأطفال. وقالت المديرة الإقليمية لليونسيف، ماريا كاليفس، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ”ذكرت تقارير إعلامية الجمعة من قرية حساوية خارج حمص أن أسرا برمتها قتلت في ظروف فظيعة”. وأضافت قائلة ”تدين اليونسيف بأشد العبارات هذه الأحداث الأخيرة وتدعو مرة أخرى جميع الأطراف إلى ضمان سلامة المدنيين ولاسيما الأطفال وعدم تعريضهم لأي مخاطر”. وكان المرصد قد ذكر أن 31 طفلا قتلوا الإثنين الماضي في مناطق مختلفة من سوريا.وقتل في اليوم ذاته نحو 100 شخص بمن فيهم نساء وأطفال خلال عمليات عسكرية نفذها الجيش السوري في محافظة حمص، وقتلت 7 فتيات على الأقل الخميس جراء قصف جوي في جنوبي دمشق. قوات النظام السوري استخدمت الكيميائي في حمص نقلت صحيفة ”لوموند” اليومية الفرنسية يوم السبت، عن مصادر بأجهزة مخابرات غربية، قولها إن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية غير قاتلة ضد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص في أواخر ديسمبر، ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تذكر اسمها قولها إن الأسلحة استخدمت في أربعة صواريخ أطلقت في 23 ديسمبر، وأشارت لوموند إلى أن القوى الغربية قللت من أهمية حادث منفرد كهذا على أمل أنه لن يتكرر. ونقلت الصحيفة عن فيليب لاليوت المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية قوله لها إنه تم التحقيق في هذه المسألة ولكن هذه التحقيقات لم تسفر عن أدلة. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي اتصلت به رويترز، إن رد لاليوت على لوموند ما زال هو الخط الرسمي. وقالت لوموند إن القوى الغربية حذرت من قبل أن اللجوء للأسلحة الكيماوية قد يجبرها على القيام بعمل في صراع دام يستخدم فيه الرئيس بشار الأسد قوات الجيش لسحق انتفاضة مستمرة منذ نحو عامين. ونقلت لوموند عن لاليوت قوله لها عن تقارير الأسلحة الكيماوية ”لقد تحرينا عنها عن كثب ولاسيما الشرائط المصورة التي جرى بثها. لا نستطيع القول بأنه تم نشر غاز معارك أو أي منتجات كيماوية قاتلة” وقال المصدر الدبلوماسي الذي اتصلت به رويترز، إن هذه كانت ومازالت الحقيقة.