أعلن وزير الاتصال محمد السعيد أن منفذي الاعتداء على الموقع الغازي تيقنتورين بعين أمناس يحملون ست جنسيات مختلفة على الأقل وينتمون إلى بلدان عربية وافريقية وغير إفريقية، متوقعا من جهة أخرى ارتفاع عدد القتلى في صفوف الرهائن، بعد القضاء على 32 إرهابيا ووفاة 23 شخصا. قال وزير الاتصال أن الجزائر تستهدف لأول مرة من طرف إرهابيين من جنسيات مختلفة، مؤكدا أنه من بين 32 إرهابيا يوجد ثلاثة جزائريين فقط والباقي من 6 جنسيات إفريقية وعربية، رافضا في نفس الوقت الكشف عن هذه الجنسيات في الوقت الراهن.وتحدث الوزير عن إرادة الإرهابيين الواضحة لتفجير المنشأة بهدف ضرب الاقتصاد الوطني وضرب الاستقرار وبالتالي »استدراجنا إلى حرب تجري على حدودنا« مشيرا إلى حرب مالي، قائلا »هذه الحرب ليست حرب الجزائر ولكن الجزائر معنية بالدفاع عن حدودها بكل قوة وبكل بسالة«، وأضاف محمد السعيد أن إرادة حقيقية كانت لدى الإرهابيين للفرار بالرهائن وإذا استحال الأمر فإعدامهم جميعا« واعتبر محمد السعيد أن كل ما بث بعد الاعتداء الإرهابي عبر القنوات الأجنبية يشمل معلومات متناقضة ومتضاربة إلى أبعد الحدود حيث كان فيه نوع من المزايدة وتصفية الحسابات غير انه أكد على تغير المواقف الدولية بعد نجاح قواتنا الخاصة في تحرير الرهائن لا سيما الموقف الأمريكي والفرنسي وإشادتهم بكفاءة الجيش الوطني الجزائري في التعامل مع مثل هذه العمليات الإرهابية. من جهة أخرى أكد الوزير أن المعالجة الإعلامية للاعتداء الإرهابي الذي استهدف الأربعاء الماضي الموقع الغازي لتيقنتورين بعين أمناس كانت منصبة على مساعدة قوات الجيش الوطني الشعبي في إنجاح عملية تحرير الرهائن بأقل التكاليف مؤكدا على مواصلة قوات الجيش الشعبي الوطني التي تمكنت من القضاء على كامل أفراد الجماعة الإرهابية وتحرير مئات الرهائن عملية التمشيط وتأمين هذه المنشأة الغازية للبحث عن ضحايا آخرين محتملين وكذا مواصلة عملية إزالة الألغام حتى يتم استئناف العمل وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي. وحول الضغوط التي مارستها دول المختطفين، قال السعيد إن اتصالات الوزير الأول عبد الملك سلال لم تنقطع مع هذه العواصم، وقد قدم لهم كل المعلومات، وشيئا فشيئا اطمأنوا كما أن الأمور أصبحت أكثر وضوحا لدى هذه العواصم، حتى أن اليابانيين الذين كانوا في البداية قلقون أكثر من غيرهم والآن تفهموا جيدا الوضع والسحابة انقشعت بالنسبة لهم. وفي رده على المواقف الناقدة لبعض البلدان بالنسبة للهجوم أكد الوزير أن الأمر كان يتعلق ب»مسألة سيادة وطنية« لها علاقة ب»المصالح العليا للدولة الجزائرية« وبقرار كان يتطلب في هذه الحالة السرية التامة وتابع محمد السعيد حديثه بأن بعض العواصم »باركت« طريقة تعامل الجزائر مع الموقف، لافتا إلى أن الموقف الأمريكي والدول الأخرى تفهمت حقيقة الموقف الجزائري، ومنهم من قال أنه لم يكن أمام الجزائر إلا الخيار الذي اتخذته من أجل إنقاذ الرهائن بأقل تكاليف ممكنة.وحذر الوزير الجماعات المسلحة من التفكير بارتكاب عمليات أخرى إذ » يجب أن يدركوا بأنهم مخطئون بسيرهم في طريق مسدود لأن هذا الطريق لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأضرار وربما إلى الإضرار بالشعب الجزائري«، ومضى قائلا »أتمنى أن يعودوا إلى الخط المستقيم والاندماج في الحياة العامة وتجنب اللجوء إلى العنف حتى لو فرضنا أن لديهم مطالب فإن المطالب لا تطرح بالقوة«. كما طمأن الوزير القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي تواصل تأمين الموقع الغازي لتيقنتورين بحثا عن ضحايا آخرين محتملين معربا عن تأسفه لكون الحصيلة التي قدمتها وزارة الداخلية لحد الآن »مؤقتة« لذا من الممكن أن ترتفع. وكان البيان الصادر عن وزارة الداخلية الجزائرية أعلن أن الهجوم الذي قامت به القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي لتحرير الرهائن المحتجزين من قبل جماعة إرهابية على مستوى الموقع الغازي لتيقنتورين عن القضاء على 32 إرهابيا ووفاة 23 شخصا حسب حصيلة مؤقتة.