عرفت تجارة المكيفات الهوائية هذه الصائفة انتعاشا غير مسبوق بعد أن بلغت درجة الحرارة ال40 درجة مئوية وأكثر بالعديد من ولايات الوطن ما أجبر الكثير من العائلات الجزائرية على الإسراع لاقتنائها حتى ولو كان ذلك بالتقسيط بعدما وصلت أسعارها إلى 50 ألف دينار وذلك حسب العلامة ومصدر الإنتاج. ولم يكن يتوقع بائعو هذه الأجهزة أن تجارتهم ستعرف أياما وردية كالتي يعيشونها هذه الأيام بعد أن ارتفع عدد زبائنهم بأضعاف مضاعفة مما اضطر الكثير منهم إلى الإسراع في زيادة عدد المكيفات بمحلاتهم بعدما كانوا يكتفون بجهازين أو ثلاثة في كل مرة. وكان سوق الحميز الأكثر حظا للظفر بأكبر عدد من الزبائن حيث يشهد إقبالا منقطع النظير لما يتوفر من منتوجات متنوعة وبمختلف الأسعار حيث يتركز الطلب على مختلف الأصناف بتفاوت طاقاتها التبريدية ولم يقتصر هذا الاهتمام على المواطنين والعائلات بل امتد إلى المؤسسات والإدارات التي اضطرت إلى إدخال مكيف الهواء ضمن ميزانية نفقاتها. إلا أنه من جهة أخرى فضل بعض المواطنين تجنب سوق الحميز المعروف بتجارة الأجهزة الكهرومنزلية وبأسعاره المعقولة، وهذا تجنبا للوقوع في فخ التقليد والمنتوجات المغشوشة المعروفة بأسعارها المنخفضة جدا مقارنة بالنماذج الأصلية وفي هذا الصدد يقول صاحب محل بيع أجهزة كهرومنزلية بالعاصمة أن العديد من المواطنين تفطنوا للمنتجات المقلدة التي تغزو سوق الحميز والرغاية، والتي يتم جلبها من دول آسيوية وليس من موطنها الأصلي سواء المتعلقة بالأجهزة الكهرومنزلية أو مواد أخرى تحت تسميات كبار المصنعين العالميين وقد أرجع محدثنا سبب إقبال المواطنين بكثرة على اقتناء المكيفات الهوائية عكس السنوات الماضية إلى حلول شهر رمضان في الأسبوع الثالث من أوت الذي يعرف باشتداد الحرِّ فيه. إقبال المواطنين على اقتناء المكيفات ساهم فيه من جهة أخرى توفير باعة الأجهزة الكهرومنزلية لصيغة البيع بالتقسيط، خاصة وأن أسعارها وصلت السقف، حيث تتراوح ما بين 34 ألف و50 ألف دينار حسب نوعيتها وطاقاتها التبريدية، حيث سّهل الباعة للمواطنين عملية اقتناء المكيفات الهوائية وهذا بدون دفع مسبق ومبالغ تتراوح مابين 1800 و2400 دينار شهرياً لمدة سنتين. هذه الصيغة حفزت الكثير من العائلات على اقتناء المكيفات، خاصة وأن ثقافة المكيف الهوائي لم تكن لها مكان في المجتمع الجزائري إلا أنها عادت لتظهر بعودة الحر ليصبح هذا الجهاز من ضروريات العيش بعد أن كان من الكماليات، وكان استخدامه مقتصرا على المؤسسات والإدارات. للإشارة فإن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والتي تدوم في الكثير من الحالات إلى ساعات كاملة في اليوم أصبحت تثير تساؤل العديد من العائلات عن جدوى اقتنائها لهذه للمكيفات وهي تدعوا الله أن تتوقف هذه الانقطاعات وأن لا تتكرر في الشهر الكريم المقبل علينا.