تنظم وزارة الثقافة وفي إطار تكريم عمالقة الفن الجزائري، يوم ال 29 جانفي الجاري حفل فني كبير على شرف عميد الكوميديين الجزائريين، الفنان الراحل أحمد عياد المعروف باسم »رويشد«، وهذا في ذكرى رحيله ال .14 المبادرة تدخل ضمن سلسلة التكريمات التي تخص نخبة من عمالقة الفن الجزائري، وتتزامن المناسبة ذكرى رحيل الفنان رويشد وهو عميد الكوميديين الجزائريين الذي فقدناه في 28 من جانفي,1999 تاركا فراغا كبيرا في مجال الفكاهة ويعد أحمد عياد من أشهر الممثلين والكوميديين الجزائريين في المسرح والسينما. عرف أكثر باسم رويشد، تصغيرا لاسم الفنان الكوميدي الكبير آنذاك رشيد القسنطيني، من أسرة متواضعة، التحق بمدرسة الفتح الابتدائية بسوسطارة بأعالي القصبة، لكنه سرعان ما انقطع عن الدراسة في سن الثالثة عشر كغيره من أبناء الجزائريين، فامتهن عدة حرف منها صباغ، وبائع خضر وفواكه، قصد كسب قوت عائلته. لم يتسن لأحمد عياد المولود في 20 أفريل 1921 ببئر جباح بقصبة الجزائر العاصمة تعلم المسرح، بل أخذه بطريقة عصامية، إلى أن اكتشفه محمود استامبولي، رجل المسرح المعروف، نظرا للاستعدادات المبكرة التي أبداها في مجال الفن المسرحي، وهو ما أهله لخوض أول تجربة مسرحية بعنوان» استرجع يا عاصي« لعبد الحميد عبابسة وأدى فيها دورا بسيطا، حيث ارتبط به الجمهور كثيرا نظرا للمشهد الهزلي الذي ضرب فيه رأس القاضي، وهي الحركة التي راقت للجمهور الجزائري، وهذا نتيجة للظلم الذي كان يعانيه الجزائريون من قضاة الإدارة الاستعمارية. التحق بعد ذلك بالعديد من الفرق المسرحية منها، فرقة محيي الدين باشطارزي، ومحمد غازي الذي لعب معه » الغبي ومغامرات بوزيد الإيميغري« وعندما تم إغلاق دار الأوبيرا، من طرف الإدارة الاستعمارية، اتجه رويشد إلى تمثيل سكاتشات وتمثيليات في الإذاعة عام 1953 رفقة محمد التوري و سيد علي فرنانديل، على غرار حسان طيرو، حسان نية، حسان طاكسي، كما شارك في حصة إذاعية تسمى »الدراوشي« وأخرى بعنوان »اشرب واهرب«، حتى غدا اسم حسان مرادفا لرويشد لدى الجمهور. بعد الاستقلال انضم رويشد إلى فرقة المسرح الوطني الجزائري، حيث أدى عدة أعمال، كما برع في السينما من خلال أداء العديد من الأفلام، منها »حسن طيرو« سنة 1967 من إخراج لخضر حمينة،» العصا والأفيون« سنة ,1971 »هروب حسان طيرو« سنة ,1974 »حسان نية« سنة ,1989 »الظل الأبيض« ,1991 كما أدى أعمالا مسرحية منها على الخصوص مسرحية »البوابون« وهي عبارة عن إحدى عشرة لوحة هزلية فكاهية تعالج آفات اجتماعية مختلفة في قالب كوميدي رائع، وشاركه فيها كلتوم، نورية، سيساني، يحيى بن مبروك، وسيد علي كويرات وغيرهم، التي أخرجها مصطفى كاتب سنة .1970 توفي الفنان القدير في 28 جانفي 1999 بالجزائر العاصمة ، تاركا وراءه سجلا حافلا بالأعمال المسرحية والسينمائية، ومكانة كبيرة في قلوب جميع الجزائريين الذين لطالما أدخل عليهم البهجة والسرور بأعماله الفنية سواء في المسرح أو السينما، أو من خلال مختلف السكاتشات التي أداها طوال مسيرته الفنية.