يحتفي الديوان الوطني للثقافة الإعلام بعملاق الفن الجزائري أحمد عياد، الذي أمتع جمهور السينما والمسرح تحت اسم رويشد، وبقي يناضل لأجل الفن إلى أن وافته المنية تاركا وراءه رصيدا فنيا ثريا، ما يزال يلقى الإعجاب والمتابعة إلى يومنا هذا يأتي هذا العرض في إطار التكريمات التي دأب عليها الديوان الوطني احتفاء بفنانين صنعوا مجد الفن في الجزائر، ليكون الموعد الشهر الجاري مع شخصية (حسان) التي أمتعت المشاهد على مدار سنوات، وسيستمتع بها أيضا جمهور (الموڤار) من 29 إلى 31 جانفي، حيث يتم عرض فيلمي (حسن نية) لغوثي بن ددوش و(العصا والأفيون) الذي أنتج عام 1969 عن الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية، وأخرجه أحمد راشدي، الذي قدم فيه سنوات النضال في الجزائر إبان الثورة الجزائرية. أحمد عياد من مواليد 20 أفريل 1921 بحي القصبة بالعاصمة، بدأ حياته عاشقا للرياضة، وبمساعدة عمر لعواصي التحق بفرقة (رضا باي) المسرحية الهاوية التي مثّل فيها عديد الأدوار الكوميدية في مسرحيات قصيرة، وكان من محبي الفنان القدير رشيد قسنطيني 1887 1940 ومتتبعي أعماله، لذلك أصبح يعرف برويشد. وبدعوة من بشطارزي الذي كان يدير فرقة المسرح العربي بقاعة الأوبرا بالعاصمة انضم إلى الفرقة عام 1942، ومثل فيها عديد المسرحيات، وفي سنة 1949 انضم إلى فرقة محمد الرازي حيث مثل إلى جانب الممثل القدير حسان الحسني في العديد من المسرحيات منها: (مصائب بوزيد) و(بوزيد والجن) وغيرها. وابتداء من عام 1953 شرع في أداء بعض سكاتشات في حصة إذاعية تسمى «الدراوشي» ثم في حصة أخرى بعنوان «اشرب واهرب» ونظرا لمواقفه المعادية للإدارة الاستعمارية في أعماله المسرحية أُدخل سجن سركاجي ما بين عام 1957 و1959. ومع قرار تأميم المسرح الجزائري وإنشاء فرقة المسرح الوطني التي أصبح الفنان رويشد أحد أعضائها وأصبح نجما ساطعا في سماء المسرح والسينما الجزائرية، من خلال أعمال مشهورة مثل حسان طيرو التي ألفها رويشد وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1963، ومسرحية «البوابون» التي ألفها هو أيضا وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1970، وتحصلت كل منهما على الجائزة الأولى في مهرجان المنستير بتونس، كما ألف مسرحية الغولة وأخرجها عبد القادر علولة سنة 1964، ومسرحية (آه ياحسان) التي ألفها وأخرجها بنفسه سنة 1978. ومعروف عن رويشد أنه يكتب نصوصه من عمق الواقع الاجتماعي بأسلوب ساخر وناقد، ويقوم بأداء الدور الرئيسي فيها ويطوره عن طريق الارتجال والتفاعل مع الظروف المقترحة أثناء العرض أو أثناء التصوير بالنسبة للسينما، وفي سنة 1993 كتب الفنان رويشد مذكراته ممزوجة بين الفرح والحزن، حيث تأثر تأثرا شديدا بوفاة ابنه منير البالغ من العمر 13 سنة، ولقد كان هذا الحزن سببا في تفاقم مرضه إلى أن أدركته المنية بتاريخ 28 جانفي 1999.