غيب الموت عنا المجاهد عبد الرزاق بوحارة ابن مدينة القل، غادر الحياة تاركا وراءه تاريخا حافلا بالنضال، رجل من رجالات الفكر والثقافة..كان من صانعي الثورة التحريرية والكفاح المسلح. الفاجعة كان وقعها كبيرا على سكان مدينة سكيكدة على وجه العموم والأسرة الثورية على وجه الخصوص كون الفقيد من أحد أبناء المنطقة التي لم ينساها طول حياته بالرغم من المراحل الصعبة والمريرة التي عاشها إلا أن الإيمان بالقضاء والقدر يبقى عزاءهم الوحيد سائلين المولى أن يتغمذ روحه الطاهرة ويسكنه جنة الخلد. في شهادته حول المرحوم أبرز المجاهد محمد صياد رئيس جمعية »أول نوفمبر« بسكيكدة مناقب الفقيد بوحارة منوها بخصاله الحميدة ووطنيته خلال ثورة التحرير وبعد الاستقلال. وقال المجاهد: عبد الرزاق بوحارة هذا الرجل العظيم الذي تشبع منذ صغره بالروح الوطنية وبالتطلع العلمي والمعرفي، أعزي نفسي وأعزي سكان سكيكدة إننا فقدنا رجل دولة ورجل سياسة حكيم ورجلا عسكريا ودبلوماسيا وإنسانا مثقفا ومفكرا ذا حنكة سياسية خارقة..معروف عنه التواضع والاستماع إلى الرأي الآخر سواء كان صائبا أو خاطئا فرحم الله فقيد الجزائر وأسكنه جنانه.في حين أبرز أمين قسمة الأفلان بسكيكدة الدكتور عبد القادر بن حميدشة أن رحيل المغفور له يعتبر خسارة كبيرة للحزب وللجزائر لما يملكه من خزان تارخي ومعرفي، وقال: رحيل بوحارة خسارة كبيرة لحزب جبهة التحرير الوطني وللجزائر ككل، فبالرغم من المشاكل والعراقيل التي صادفته في مسيرته النضالية إلا أنه بقي صامدا ووفيا لمبادئ أول نوفمبر، الفقيد رجل معركتين فقد كان رجلا حقيقيا في الميدان إبان الثورة التحريرية المباركة ثم رجلا في معركة البناء والتشييد وأعطى دفعا قويا لكل المشاريع والإنجازات خاصة عندما كان وزيرا للصحة، والسكيكديون لا ينسون المشاريع المنجزة في قطاع الصحة عندما كان يحمل حقيبة وزارة الصحة، فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. أما محمد أمين طالب بكلية التاريج بجامعة 20 أوت بسكيكدة فيقول: من منا لا يعرف المرحوم عبد الرزاق بوحارة، فاسمه مرتبط بكل شبر من الجزائر الحبيبة وبكل زاوية من زوايا تراب سكيكدة، صحيح أنه لا يعرفه الكثير من جيل اليوم إلا أنني كان لي الشرف الكبير والتقيته في إحدى المرات بالجامعة الصيفية التي أقيمت مؤخرا، صدقني عندما قدمت له نفسي كأنني كنت أتحدث إلى شخص قريب مني كون المرحوم كان يمتاز بروح الدعابة والمسؤولية.. رحمة الله عليه.