أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أمس بفوروم يومية المجاهد، أنه على جميع الجزائريين ممن ساهموا بنضالهم ومقاومتهم وفي شتى المستويات لدعم الثورة أن يقدموا شهاداتهم الحية لكتابة تاريخ الثورة كاملا مهما كان إسهامهم البسيط في ذلك، لأنه بفضل هذه التفاصيل تكتمل الصورة ويثرى رصيد الذاكرة الجماعية، مشيدا بدور المرأة عبر مختلف المراحل النضالية في دعم الفعل الثوري ومساندتها للكفاح المسلح. وسلم الوزير لعائلة المجاهدة زينة حرايق هدايا رمزية. قال وزير المجاهدين محمد الشريف عباس في لقاء جرى أمس، بحضور برلمانيات ومناضلات في جلسة تكريمية لنخبة من المجاهدات نشطن ضمن شبكة فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا والمنظمة الخاصة السرية على التراب الفرنسي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وبالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد، أنه مهم جدا تمرير رسالة الثورة إلى الجيل الجديد ليشكل وعيهم وذاكرتهم التاريخية. وأضاف أنه قبل 20 سنة كان تناول موضوع التاريخ والمقاومة والجهاد محصورا في مؤسسات الدولة الرسمية وأوضح بقوله »لكن كنت واحدا ممن ناضلوا حتى يكون التاريخ للجميع وضرورة أن تضطلع جمعيات المجتمع المدني لتدريس التاريخ باعتباره ملكا للجميع، سواء ما حققه جيل الحركة الوطنية أو جيل الثورة وجيل الاستقلال وما سيحققه الجيل الحالي«.، ووجه الشريف عباس تحية عرفان وتقدير لكل من ساهم بجهده في جمع شتات ذاكرة الثورة من خلال الكتابة والشهادة موضحا قوله »تحية لكل من كتب حرفا أو سطرا عن تاريخ الجزائر، لأن الكلام في المناسبات يبقى مجرد كلام لكن من يكتب المذكرات والشهادات الحية فهو يقدم المادة الخام واللبنة الأساسية لكتابة التاريخ الوطني، موضحا »لو قمنا بعملية حسابية مثلا ووجدنا أن هناك من 500 ألف إلى 600 ألف ممن شاركوا في الثورة وساهموا فيها منذ بدايتها حتى نهايتها بصورة مستمرة فإنه بالمقابل هناك أكثر من 2 مليون جزائري دخلوا السجون وعذبوا بأبشع الوسائل ويمتلكون شهادات وتفاصيل عن أجواء مهمة وضرورية لكتابة التاريخ الوطني ولو كتب كل واحد من هؤلاء 100 صفحة لجمعنا كما هائلا من الحقائق والمعلومات وهي مادة خام أولية ستفيد المختصين في الكتابة التاريخية«، مشيرا أن ثمة »حديث عن الأرشيف الجزائري الذي نهبته فرنسا لكن علينا أن نهتم أيضا بالأرشيف الذي يختزنه كل جزائري في ذاكرته وكان شاهدا على أحداثه حتى يتسنى للجيل الجديد من معرفة تاريخهم«.