اعترف، أمس، وزير المجاهدين، السيد «محمد الشريف عباس»، خلال زيارته لولاية باتنة بمتحف المجاهد بعاصمة الولاية، أن 95 بالمئة من الطلبة والتلاميذ بالجزائر يدرسون التاريخ من الكتب والمؤلفات التي كتبها الفرنسيون، والمشكلة حسبه تكمن في كون كل تلك الكتابات ليست بريئة تجاه الجزائر والجزائريين، مرجعا السبب في ذلك إلى قلة ونقص الكتابات الجزائرية عن تاريخنا خاصة ما تعلق بمراحل الثورة التحريرية، ونقله لأجيال المستقبل، في الوقت الذي أشار الوزير إلى أن وزارته خلال الاحتفال بخمسينية الاستقلال وضعت خطة عمل ممثلة في إبراز وتوضيح التاريخ للأجيال، من خلال إقامة عروض مسرحية وندوات تاريخية وملتقيات جهوية ووطنية يستفيد منها حتى التلاميذ داخل المدارس بدعوتهم إلى متاحف المجاهدين عبر ولايات الوطن لمعرفة مدى تضحيات المجاهدين والشهداء إبان الحقبة الاستعمارية حفاظا على هويتهم. كما طالب السيد «محمد الشريف عباس» كل المجاهدين والمناضلين اللذين ناضلوا من أجل تحرير الوطن من الاستعمار الغاشم أن يقدموا شهاداتهم الحية قبل أن يرحلوا، ويكشفوا عن كافة المشاهد والوقائع التي عاشوها ولو حتى قصيرة، معتبرا أن تاريخ الجزائر بقي يفتقد لحقائق حية خاصة في الفترة الممتدة من 54 إلى غاية 56 وهو الأمر الذي دفع بالوزارة خلال احتفاليتها بالخمسينية إلى البحث المعمق والمكثف عن رجال عاشوا وعايشوا تلك الفترة وعانوا من الواقع المر الذي لازمهم لكتابة تاريخ حقيقي يتناول كل الوقائع والأحداث بموضوعية وصدق كبيرين لمصلحة الجزائر. وقد دعا وزير المجاهدين من باتنة خلال إشرافه على الجلسات الجهوية للاستماع للشهادات التاريخية كافة المجاهدين بالتنقل إلى المتحف الوطني من أجل وضع بصماتهم مع البصمات التي قام بها ممن حرروا البلد بالأمس ورحلوا مستشهدين ،حيث خصصت وزارة المجاهدين مكانا لتسجيل كافة الحقائق التي يدلي بها المجاهدون والمناضلون من كافة الولايات الست التاريخية ،وبما أن ولاية باتنة التي كانت هي الأولى لانطلاق أول رصاصة أراد منها ذات المسؤول أن تكون الآن هي الأخرى من تجمع أكبر الشهادات التاريخية .