قال وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، إن السلطات الجزائرية تعمل من أجل استرجاع الأرشيف الوطني المتواجد في الخارج، وأينما وجد وليس في فرنسا فقط• وأوضح الوزير أن هذا المطلب قائم من طرف الدولة الجزائرية وأن استرجاع الأرشيف مهمة قائمة، والجزء المهم منه موجود بفرنسا، و''ما استرجع لحد الآن ما هو إلا شيء قليل أو ما يمثل قطرة من بحر''• وأوضح الوزير، أول أمس، في رده على سؤال حول تقدم عملية استرجاع الأرشيف الوطني المتواجد خارج الوطن خلال حصة إذاعية، أن ''الجزائر ماتزال تطالب فرنسا الرسمية بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري إبان الفترة الإستعمارية''، وأن ما حدث أمر مؤكد وموثق في كتب تاريخية، منها ما كتب من طرف فرنسيين أنفسهم، مبرزا أنه ''سيأتي يوم تعترف فيه فرنسا بجرائمها في الجزائر''• وحول مجازر 17 أكتوبر ,1961 واقتراب ذكراها ال 48 ، قال الوزير إن ''هذه الذكرى تؤلمنا وتذكرنا بأولئك الشهداء الذين سقطوا في عاصمة فرنسا نفسها حين خرجوا في مظاهرات سلمية للتنديد بحظر التجوال التمييزي الذي فرضته عليهم السلطات الفرنسية هناك''، وندد بالرد الفرنسي ''العنيف والدموي الذي واجهت به السلطات الفرنسية تلك المظاهرات في العاصمة باريس، التي يدعي أنها عاصمة الديمقراطية وحقوق الإنسان''• وعن سؤال حول قانون المجاهد والشهيد، أكد محمد الشريف عباس أن ''معظم مواد هذا القانون منفذة''، وأن ''العمل جار لتمكين البطالين من أبناء الشهداء ومن هم بغير دخل من منحهم''، مشيرا إلى أن 10 آلاف منحة قد تم صرفها لحد الآن، وأن الاستفادة من هذه المنحة يبدأ من تاريخ الفاتح من جانفي ,2008 مشيرا إلى أن هذه العملية ''ليست سهلة من حيث التنظيم''، وأوضح أن هذه المنحة ''ليست خاصة وإنما هي منحة أرملة الشهيد، التي تحول بعد وفاتها إلى إبن أو بنت الشهيد''• من جهة أخرى، أوضح وزير المجاهدين أن كتابة تاريخ الجزائر ''مطلب شرعي وتاريخي'' لتمكين الناشئة من الإطلاع على تاريخ وطنهم• وقال إنه'' لابد للأجيال الناشئة والصاعدة أن تطلع على تاريخ وطنها الحافل بالبطولات والتضحيات والنضال''، مشددا على ضرورة تجسيد هذا المسار الطويل من النضال في كتابات تاريخية''• وذكر محمد الشريف عباس، في هذا السياق، أنه ''منذ أن وطئت أرجل المستعمر الفرنسي أرض الجزائر في 1830 والمقاومة مستمرة لتتوج باندلاع الثورة التحريرية المظفرة في الفاتح من نوفمبر 1954 ''، معربا عن ''استعداد'' وزارته لمساعدة المؤرخين معنويا وماديا''، مضيفا أن ''هناك عملا لجمع شهادات حية من مجاهدين عايشوا الثورة التحريرية''، وأنه ''جمع إلى حد الآن 2500 شريط فيديو وسمعي من هذه الشهادات التي تبقى ''رهن إشارة المؤرخين إذا أرادوا استعمالها كمادة خام في كتابتهم ولتصحيح بعض المعطيات التاريخية''•