دعا الأمين العام لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا والمجاهد يوسف حداد إلى ضرورة الإسراع في كتابة تاريخ الفدرالية وتاريخ الثورة الجزائرية قبل أن يرحل ما تبقى من المجاهدين ويرحل معهم جزء من أرشيف أشهر ثورة شهدها التاريخ المعاصر.وأضاف المجاهد في هذا السياق أن أخطاء كثيرة لوحظت في بعض الإصدارات التي بادر بكتابتها بعض من صنعوا الثورة والمجاهدون ما يستوجب التعجيل بتصحيحها تفاديا لتشويه بعض المواقف والوقائع لثورتنا. وأكد المجاهد الذي شغل منصب منسق بالفيدرالية من سنة 1958 إلى 1960(تاريخ إلقاء القبض عليه وسجنه من طرف الاحتلال) على الدور الهام الذي لعبته هذه الأخيرة في الثورة التحريرية المظفرة، موضحا أن المهاجرين بمختلف البلدان في العالم ولاسيما بفرنسا ساهموا بكل ما كان لديهم من وسائل من سلاح إلى مال ومساندة معنوية ونقل الوثائق والمعلومات وغيرها. وأوضح المجاهد خلال ندوة نشطها أمس بمنتدى "المجاهد" بمناسبة اليوم الوطني للهجرة بحضور مجموعة ممن صنعوا ملحمة الثورة التحريرية أن ما كتب لحد الآن من طرف بعض المجاهدين يعد إثراء ومكسبا للأرشيف الوطني إلا أن البعض منه يحمل الكثير من الأخطاء الأمر الذي يتطلب –يضيف المجاهد حداد– مراجعة من طرف المؤرخين وفي أسرع وقت بالاستعانة بشهادات المجاهدين والتحقق من مطابقتها للوقائع التاريخية فضلا عن تصحيح ما وقع من أخطاء في هذا المجال. كما أشار المجاهد، من جهة أخرى، إلى تدريس التاريخ، مذكرا بأن هذه المادة الهامة لا بد أن تلقن بطريقة مدروسة وصحيحة بالشكل الذي يجعل شبابنا والأجيال القادمة يفتخرون بتاريخهم ويعزز روحهم الوطنية ويزيدها قوة. وخلال عرض قدمه بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المصادف ل17 أكتوبر من كل سنة توقف المجاهد عند ما أنجزته الثورة التحريرية في قلب العاصمة الفرنسية، حيث تحدى المجاهدون الاحتلال في عقر داره ودوخوه لسنوات ما جعل إدارة الاحتلال تقترف أبشع الجرائم في حق الأبرياء، حيث لم يسلم منها حتى المدنيون من نساء وأطفال وشيوخ. وفي هذا الصدد، كشف مسؤول فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أن أحداث ال17 أكتوبر شهدت مقتل أزيد من 300 شخص وأعداد أخرى من المفقودين مكذبا الحصيلة التي قدمها الطرف الفرنسي والذي زعم أن عددهم لا يتعدى ال150 شخصا ويضيف المجاهد أن الإدارة الفرنسية لم تفرق في ذلك اليوم بين الصغير والكبير وبين المرأة والرجل بإعطائها الضوء الأخضر لقمع كل من هو جزائري فكان مصير العديد من هؤلاء الذين خرجوا في مسيرة سلمية الرمي في نهر "السين". وأشار المتحدث إلى أن الإدارة الفرنسية فضح أمرها آنذاك عند انتشال طفلة لا يفوق عمرها ال15 سنة من النهر كانت قد ألقيت فيه خلال قمع المظاهرة بطريقة دامية. كما تم اعتقال ما يقارب 20 ألف جزائري في تلك الأحداث. وشارك في إثراء الندوة التي تم خلالها تكريم المجاهد يوسف حداد من طرف صحيفة "المجاهد" ومديرية الأمن الوطني، العديد من المجاهدين والمجاهدات الذين أدلوا بشهاداتهم من بينهم المجاهدتان لويزة تلا احريز وعقيلة وارد.