ال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في مؤتمر صحفي عقد في القاهرة أمس، إن وزارة الداخلية تعمل في ظروف قاسية جدا، مشيرا إلى أن هناك حملة شعواء على أفراد الأمن والشرطة، وأضاف أن مهمة وزارته هي توفير الأمن للمواطنين بعيدا عن الصراعات السياسية، داعيا الجميع إلى إخراج جهاز الشرطة من المعادلة السياسية وتركها للعمل على توفير الأمن. وتوعدت الحكومة المصرية بالتعامل بمنتهى الحسم مع المعتدين على المنشآت العامة أو الخاصة، مشيرة إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد ممن أضرموا النار في مبنى اتحاد الكرة المصري ونادي اتحاد الشرطة بالتزامن مع مواجهات بين الشرطة ومشجعين من نادي الأهلي خلفت قتيلين عند جسر قصر النيل بالقاهرة. وشدد المتحدث باسم رئاسة الوزراء علاء الحديدي على ضرورة تضافر كل الجهود لحماية الأمن في الظرف الدقيق الذي تمر به مصر، بينما حذرت الداخلية المصرية من أنها ستتخذ إجراءات حاسمة وحازمة في ظل تداعيات إضرام النيران في بعض المنشآت العامة والخاصة، واستمرار حالات التعدي على القوات المكلفة بتأمين بعض السفارات. كما ناشدت الوزارة كافة القوى السياسية والثورية ومنظمات المجتمع المدني وجميع التيارات الموجودة على الساحة، القيام بدورها الوطني وتحمل مسؤولياتها لسرعة التدخل لإيقاف العنف. يأتي ذلك بعد تأكيد مصادر طبية مصرية، مقتل شخصين يوم السبت في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة قرب ميدان التحرير بوسط القاهرة، وقال مصدر إن أحدهما مات مختنقا جراء الغاز المسيل للدموع وإن الثاني قتل بطلق خرطوش، وأضاف أن حوالي 60 متظاهرا أصيبوا من بينهم سبعة بطلقات خرطوش. وقال موقع صحيفة الأهرام على الإنترنت إن عددا من المتظاهرين حاولوا اقتحام فندق فاخر يطل على النيل بجوار كوبري قصر النيل، وأضاف الموقع أن قوات الأمن كثّفت من إطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد إلقاء المتظاهرين الحجارة والمولوتوف عليها. وعلى مدى أسبوع من الاحتجاجات العنيفة في القاهرة ومدن أخرى قتل عشرة من بينهم ثلاثة مجندين وأصيب العشرات وسط معارضة متزايدة للرئيس محمد مرسي الذي يقول مصريون إنه يدعم محاولة لجماعة الإخوان المسلمين للاستئثار بالسلطة. من جهة أخرى، قال عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إن هناك محاولات لهدم هيبة الشرطة في الشارع وزرع الفتنة بين الضباط، مشيرا إلى أن جهود من قال إنهم يصنعون »ثورة فوتوشوب« ستنتهي بالفشل. وكتب العريان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك«، قائلا إن هناك من حاولوا فرض رئيس من نظام مبارك ليستمروا في السلطة، ومن ثم حاولوا تأليب القوات المسلحة على الرئيس الذي اختاره الشعب، كما حاولوا تسييس القضاء وتحزيب القضاة فتصدى لهم القضاة المستقلون وفشلت بذلك كل مخطّطاتهم. وجاءت تعليقات العريان في وقت تستمر فيه الاحتجاجات في شوارع مصر، وخاصة بعد إعلان الحكم بقضية مجزرة بورسعيد ونقل التلفزيون المصري عن وزارة الداخلية قولها إن أربعة من عناصرها بينهم ضابطان، أصيبوا أثناء تصدي الشرطة لمحاولة اقتحام قسم شرطة ثان بالمحلة أمسك.