حالة من الغضب الجامح سادت محافظة بور سعيد، أمس، وهي تودع ضحاياها في جنازة مهيبة، انفجرت سخطا بعد إلقاء عناصر من قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع على المشيعين، ما زاد من حالة الاحتقان لدى سكان المدينة، الذين ناشدوا الرئيس مرسي التدخل والسماح لهم بدفن موتاهم. بعد حالة من الهدوء الحذر والحزن الشديد على الضحايا الذين سقطوا خلال أحداث أول أمس، إثر صدور حكم محكمة الجنايات المصرية بإعدام 21 من المتهمين في مجزرة ملعب بور سعيد، وإحالة ملفاتهم على مفتي الجمهورية، استيقظت بور سعيد لتودع شهداءها في جنازة مهيبة، حيث قام المشيعون بطرد وزير الداخلية من جنازة أحد ضحايا المنتمين لصفوف الأمن، لعدم تزويد الضباط بالأسلحة الكافية لحماية أنفسهم. وبمجرد خروج النعوش من المساجد باتجاه المقابر، قام عناصر من قوات الأمن بإلقاء مكثف لقنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم، ليتحول الموكب الجنائزي إلى ساحة للعراك والكر والفر، حيث رد عليهم المشيعون بالحجارة. ويأتي رد قوى الأمن بعد تلقيهم تهديدات من أهالي الضحايا الغاضبين باقتحام مساكن الجيش والشرطة والاعتداء عليهم، وهو رد الفعل الذي رآه الأهالي في تصريحاتهم ل''الخبر''، بأنه استباقي وتقدير خاطئ، محملين الرئيس مرسي ووزير الداخلية مسؤولية تدهور الأوضاع في محافظة بور سعيد، وأنه كان يجدر بهما تأمين المحافظة حقنا للدماء، والاهتمام بحماية وسلامة المواطنين مثلما نزل الجيش لتأمين المنشآت العامة والحيوية، حسب أهالي بور سعيد، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط 3 ضحايا وإصابة أزيد من 400 شخص. وفي المقابل، نفت وزارة الداخلية المصرية، في بيان رسمي لها، ما تردد حول قيام قوات الأمن بإطلاق غاز مسيل للدموع أثناء تشييع جنازة ضحايا بور سعيد، مؤكدة بأن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة. الأجواء نفسها عاشتها القاهرة، حيث تواصلت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في محيط وزارة الداخلية ومبنى السفارة الأمريكية وجامعة الدول العربية، وكذا جسر قصر النيل الذي شهد حالة كر وفر متكررة، بين المتظاهرين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة، لترد عليهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، ودفعت بسيارة مصفحة لملاحقة المتظاهرين على الجسر، الأمر الذي أدى إلى فرار المتظاهرين في اتجاه ميدان التحرير. وفي غضون هذه الأحداث الدامية، دعت مجموعة من القوى الثورية والأحزاب الليبرالية إلى النزول، اليوم، في مظاهرات حاشدة عبر مختلف الميادين المصرية، إحياء للذكرى الثانية لجمعة الغضب التي تعرف إعلاميا ب''موقعة الجمل''، من أجل المطالبة بإقالة حكومة هشام قنديل، وعدم تدخل جماعة الإخوان المسلمين في الحكم وفصلها عن مؤسسة الرئاسة. يشار إلى أن كلا من سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا أغلقتا أبوابها بسبب العنف الذي تشهده مصر.