ستأنفت الجامعة العربية أشغال قمّتها ال24 أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك بمشاركة 16 من ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية فضلا عن ممثلين على مستوى عال لبقية الدول و22 منظمة وهيئة دولية، كما يشارك في أشغال هذه القمة رئيس الحكومة عبد المالك سلال ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ● عرفت القمة تغيب نحو ستة من القادة العرب هم سلطان عمان وملكا السعودية والمغرب ورؤساء العراق والجزائر والإمارات العربية، بينما جاءت أشغال القمة ال24 للجامعة العربية في ظرف يتصف بتطورات متسارعة يشهدها العالم العربي، حيث سيكون على القادة العرب خلال الدورة اتخاذ قرارات حاسمة في ملفات تفرض نفسها بقوة على الساحة وتستدعي بلورة موقف موحد وعلى رأسها الأزمة السورية والصراع العربي الاسرائيلي الذي يشهد حالة انسداد. الخطيب يستلم رسميا مقعد دمشق بالجامعة واستلم معاذ الخطيب الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني السوري المعارض بشكل رسمي مقعد دمشق بالجامعة العربية، ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال افتتاحه القمة، كلا من معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، وباقي أعضاء الوفد المعارض، إلى شغل مقعد سوريا، على وقع تصفيق في القاعة أين رفع »علم الاستقلال« الذي تعتمده المعارضة السورية مكان العلم السوري. وترأس الخطيب الوفد السوري وجلس على مقعد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية، وذلك بعد أن كانت الجزائر والعراق قد أبدت تحفظها مع نأي لبنان بنفسه على منح المعارضة السورية متمثلة في الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا. وقال الخطيب في كلمته أمام القادة العرب، إن شعب سوريا هو من سيقرّر من سيحكم وكيف يحكم بلاده مستقبلا، وطالب باسم الشعب السوري المظلوم على حدّ قوله بالدعم بكافة صوره وأشكاله، من كل الأصدقاء والأشقاء، بما في ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سوريا في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وتجميد أموال النظام التي نهبها من الشعب وتسخيرها لإعادة الإعمار. وفي السياق حث حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر مجلس الأمن الدولي أمس على وقف إراقة الدماء في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمام المحاكم الدولية، ورحب الأمير في كلمته بمشاركة المعارضة السورية في القمة وجلوسها على مقعد سوريا، معتبرا أن ممثليها يستحقون هذا التمثيل لما يقومون به من »دور تاريخي« في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة. »فتح« و»حماس« في قمّة عربية للمصالحة بالقاهرة ودعت قطر أمس إلى تأسيس صندوق حجمه مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين في القدسالشرقية وعرض المساهمة بمبلغ 250 مليون دولار، حيث تقدم حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر بهذا الاقتراح خلال افتتاح القمة العربية في الدوحة. وقال أمير قطر إن على إسرائيل أن تعرف أن السلام يجلب الأمن، مضيفا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية للعرب، مقترحا عقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر إلى جانب قيادتي فتح وحماس وتكون مهمتها تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ولا تنفض قبل تحقيق ذلك، ودعا أيضا إلى تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية والاتفاق أيضا على موعد إجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية. وقد رحبت حركتا فتح حماس بما اقترحه أمير دولة قطر أمام القمة العربية، بعقد قمة مصغرة في القاهرة بمشاركة الحركتين لتحقيق المصالحة، فيما شددت حماس على ضرورة أن يتم ذلك بالتنسيق مع مصر باعتبارها الراعي الأهم لهذا الملف. ومن جانبه، قال الدكتور يحيى رباح القيادي البارز في حركة فتح بغزة إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح مشارك في هذه القمة وهو الذي سيقدر هذه الموقف، وحسب رأى قيادي فتح فإن أمير قطر لم يطرح هذه القمة إلا بعد مشاورات مع الرئيس محمود عباس، وتابع أن حركته مع أي جهد عربي يؤدي فى النهاية إلى تحقيق المصالحة الوطنية، مضيفا أن الانقسام الفلسطيني أضر بالقضية الفلسطينية وأضعف التأييد العربى والدولي لها. يجب تشكيل حكومة. كما طالبت حركة حماس القمة العربية المنعقدة في الدوحة بإنفاذ قراراتها المطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة والشروع بخطوات عملية حقيقية لرفع هذا الحصار ودعم صمود أهالي القطاع، وفي بيان تناقلته مصادر إعلامية حث المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس المقالة في غزة يوسف رزقة الزعماء العرب على اتخاذ زخطوات عملية في مواجهة عمليات تهويد القدس والاستيطان ودعم قضايا اللاجئين والأسرى داخل سجون الاحتلال والمضربين عن الطعام، داعيا إلى اتخاذ موقف واضح لحماية اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في سوريا والذين يضطرون للمغادرة وأن تتعامل معهم بشكل إنساني وإيجابي. العراق يدعو لتشكيل مجلس للأمن العربي وكان خضير موسى جعفر الخزاعي نائب الرئيس العراقي الذي استضافت بلاده آخر دورة للقمة العربية، ألقى في بداية أشغال الدورة كلمة افتتاحية أكد فيها أنه يتعين على العرب حل قضاياهم ومشاكلهم الخاصة فيما بينهم، مشيرا الى أن التجارب السابقة أكدت عقم الحلول الدولية في هذا الاتجاه. ودعا المسؤول العراقي الدول العربية إلى تحصين نفسها من تأثيرات الصفقات الدولية التي لا تراعي مصالح الشعوب العربية وهو ما يجعل كما قال من تشكيل مجلس الأمن العربي بمثابة الرد العملي على اللاّمبالاة الدولية، كما اقترح الخزاعي النقل المؤقت لموقع البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سوريا.