دعا حرفيون مشاركون في معرض الصناعات التقليدية بغرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية بجاية إلى ضرورة تسهيل الإجراءات الخاصة بتسويق منتوجاتهم محليا وتصديرها إلى الخارج حفاظا على الإرث الثقافي لمنطقة القبائل من الزوال. وفي هذا الصدد أكد الحرفيون أن التحدي الكبير الذي يواجهه حرفيو المنطقة يتمثل في نقص المواد الأولية وصعوبة تسويق المنتوج محليا وكذا صعوبة استقطاب الشباب لحمل المشعل و تصدير هذه المنتوجات إلى الخارج. وفي الموضوع أوضح رئيس غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية البويرة خندريش ارزقي أن قلة تنظيم المعارض لبيع المنتوجات والتحف التي ينجزها الحرفيون أثر سلبا على هذا الإرث الثقافي داعيا إلى تسهيل الإجراءات بتخصيص معارض لبيع المنتوج التقليدي و تشجيع السياحة التي هي غائبة حسبه. واعتبر خندريش أن الإجراءات البيروقراطية وقفت حائلا أمام تصدير المنتوج المحلي من الصناعات التقليدية كالحلي و صناعة الأواني الفخارية و الخزفية وغيرها إلى الخارج، مشيرا إلى الإجراءات المعقدة وغير العملية التي تعترض مصدري التحف والحلي ويتعلق الأمر بشروط تحويل العملة التي تتطلب المرور عبر البنك المركزي للحصول عليها. ومن جهة أخرى طرح خندريش مشكل الأسعار الذي يرتبط بسعر المواد الأولية وكذا طريقة تعامل الجهات المعنية مع عملية تصدير المنتوج، مؤكدا في هذا المقام أن إجراءات تصدير المنتوجات التقليدية هي نفسها التي يتم التعامل فيها مع المنتوجات الصناعية إلى جانب وجود مشكل غلاء أسعار النقل. وفي هذا الصدد دعا إلى ضرورة إعادة النظر في إجراءات التصدير خدمة للحرفي والزبون وتكييف هذه الإجراءات مع الطريقة المتبعة في الدول المجاورة على غرار تونس والمغرب. وقال أيضا بأن الحرفي الجزائري يواجه مشكل عدم احترام آجال التسليم نظرا للإجراءات المعقدة التي يتم بها وصول المنتوج إلى الزبون الأجنبي الذي تدفعه هذه الإجراءات إلى اللجوء إلى منتوجات تقليدية لدول مغاربية أخرى. ومن جانبه أكد مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية بجاية محمد تباني أن الصناعات الحرفية مهددة بالاندثار بسبب ميل الشباب المعاصر إلى الربح السريع، و من بين الحرف التقليدية التي لا تلقى إقبالا كبيرا الصناعات الفخارية وصناعة البرنوس وغيرها. كما طرح مشكل نقص مناطق جلب المواد الأولية سواء في المستوى الوطني أو من الخارج مشيرا إلى أن غلاء المنتوجات على غرار الحلي المصنوعة من الفضة ناتج عن خضوع هذه المادة لقانون السوق. وتضم ولاية بجاية 10 آلاف حرفي موزعين على مختلف أنواع الصناعات التقليدية الفنية أو الصناعة التقليدية الخدماتية، وعن مداخيل الولاية من الصناعات الحرفية اعتبر نفس المسؤول أنها تحسب على قدرة الصناعات التقليدية على التشغيل و قدرة الصناعات الحرفية على استقطاب العاملين بهذا النشاط بالتنسيق مع أجهزة التشغيل. وفي هذا الصدد أشار السيد تباني أن قطاعه وظف في2012 أزيد من 2800 حرفي شاب، و عن إنتاج زيت الزيتون على الطريقة التقليدية أبرز وعلاني اعمر الذي لديه خبرة في المجال لمدة 40 سنة أن زيت الزيتون الذي تنتجه عائلته يتم بالطريقة اليدوية و كذا الحديثة باستعمال الآلة . وعن المشاكل التي يعانيها مجال نشاطه ذكر وعلاني التضاريس الوعرة )الجبال ( و إثرها على الفلاحة حيث يصعب استغلال الجرارات، كما دعا إلى ضرورة استحداث لجنة تحقيق حول مدى أحقية الأشخاص في الحصول على معصرة مؤكدا أن العديد ممن استفادوا من آلات في إطار ميكانيزمات دعم تشغيل الشباب لم يستغلوها و لكن قاموا ببيعها بأسعار باهضة.