كشفت جولة »صوت الأحرار« في سوق المواشي بعاصمة ولاية الجلفة، عن تخبط الموالين خلال هذه الفترة في مشكلة عميقة وعويصة، تتعلق بندرة الأعلاف والشعير بالخصوص، على خلفية أزمة الجفاف في هذا الموسم، وفي ذات الصدد حملت شريحة كبيرة من الموالين ديوان الحبوب المسؤولية، والذي بقي -حسبهم- عاجزا عن التكفل بالاحتياجات والطلبات المودعة من أجل توفير الشعير في ظل الفوضى الممارسة والانتقائية الكبيرة التي أضحت تميز هذه المصلحة حسب تصريحات البعض من الموالين. ذكر الحاج »عمر. ب« و الذي وجدناه مرابطا بجانب قطيع من المواشي في تصريحه ل »صوت الأحرار«، بأن كل موالي الولاية يعيشون في وضعية مزرية جراء النقص الفادح للأعلاف خاصة الشعير الموجه لتغذية المواشي الذي عرف مؤخرا ندرة كبيرة في أغلب المحلات المخصصة، مشيرا إلى أن الأزمة استفحلت في ظل التذبذب الحاصل في عمليات توزيع من قبل ديوان الحبوب وأن الجفاف الذي عايشوه خلال هذا الموسم كان السبب المباشر وراء هذه الأزمة، مكذبا كل حديث عن مسايرة الديوان لهذه الأزمة، بل العكس تماما، حيث يتم التكفل بموالين بعينهم، فيما تبقى الشريحة الكبرى من الموالين تتخبط في أزمتها، زيادة على المضاربة الحاصلة وكذا الإنتقائية الممارسة في عمليات التوزيع. ودق موال آخر والمدعو »أحمد ع« ناقوس الخطر جراء أزمة الشعير التي رهنت تغذية الآلاف من رؤوس الماشية في ظل الجفاف الذي ضرب هذه المناطق، وكان سببا في عدم نمو الأعشاب ومختلف الحشائش التي كان يلجأ إليها الموالين في مثل هذه الظروف، معبرا عن استياءه وتذمره من سياسة التجاهل وغض البصر من قبل ديوان الحبوب الذي لم يتدخل لتوفير الحبوب ومادة »النخالة« بالشكل المطلوب في ظل الهلاك الذي تعيشه رؤوس المواشي. في ذات السياق، قال العديد من الموالين في تصريحاتهم، بأن ندرة الأعلاف والشعير مست كافة الأسواق ووصلت حتى إلى الأسواق السوداء التي كانوا يلجؤون إليها بعد تفاقم الوضعية، مشيرين إلى أن هناك من اشترى مجموعة من القناطير بأكثر من 4 آلاف دينار للقنطار الواحد في محاولة منه إلى الحفاظ على وجود مواشيه وتوفير لهم تغذية مؤقتة برغم التكاليف الأعلاف الباهظة. وعن الظروف التي تكون من وراء استفحال الأزمة، أضاف هؤلاء بأن الجفاف الذي ضرب المنطقة وتراجع تساقط الأمطار مؤخرا كان من بين الأسباب المباشرة حيث سجل تراجع إنتاج الحبوب والأعلاف المحلية ليمتد إلى تراجع نمو مختلف الحشائش والنباتات التي كانوا يلجؤون إلى ربط مواشيهم بها لتظهر الأراضي خلال هذه الفترة قاحلة لا اخضرار فيها. كما عبر عشرات الموالين عن تذمرهم نتيجة التأخر المسجل في تمويلهم بكميات الشعير المخصصة لولاية الجلفة والموجهة لتغذية الأغنام، حيث أكدوا بأنهم لم يلمسوا أي تحرك من قبل الجهات المعنية لتمويلهم بكميات الشعير مع استفحال الأزمة وأن كل الوعود التي أطلقتها الجهات المعينة لا تزال بالجلفة مجرد حبر على ورق لكونهم إلى حد الساعة لم يقبضوا شيئا على احد تعبير أحدهم، في ظل وصول القنطار من الشعير إلى أكثر من 4000 دينار. وأضاف المحتجون بأنهم انتظروا وأمهلوا السلطات المعنية فترات طويلة قبل أن يلجؤوا إلى التهديد بالاحتجاج، خاصة وأن الأزمة التي عاشوها لا تزال قائمة ولا تزال معها رؤوس أغناهم مهددة في وجودها. ورفع الموالون مطلب مستعجل يقضي بالتحرك السريع لإمدادهم بالشعير وبالكميات المطلوبة، وقال أحد المحتجين بأن تابع كل تصريحات المسؤولين ووعودهم، إلا أنه لا زال يتخبط في نفس المشكل مثله مثل أكثر من 12 ألف موال موزعين على تراب الولاية أمام صمت كل الهيئات والسلطات المختصة والمعنية. وتحدث موالون آخرون على أنهم أضحوا مثلما يدخلون إلى السوق يخرجون منه، وهو نفس الوضع تقريبا في بقية أسواق المواشي، فلا بيع ولا شراء، حيث يتخوف كل من يتقدم للشراء من أن يعجز عن توفير الشعير والكلأ للمواشي، وكشف الحاج »عمر ب« في ذات الصدد أنه اشترى 30 نعجة في أحد الأسابيع الماضية، ليضطر لإعادة بيعها وبقيمة أقل من سعر الشراء كأخف الأضرار بعد أن أضحت عالة عليه وهو نفس الكلام الذي ردده موال آخر، مؤكدا استعداده تسريح مواشيه بثمن أقل من سعرها الحقيقي حتى يرتاح من »تكسار الراس«.