يعيش موالو المناطق السهبية في أزمة كبيرة جراء غياب العلف، مؤكدين أنهم أوشكوا على الإعلان عن حالة الإفلاس على خلفية ندرة الشعير ومختلف الأعلاف في أغلب الأسواق والتجمعات التجارية. وقال العشرات من الموالين إن سعر القنطار الواحد من الشعير وصل في الأسواق السوداء خلال هذه المرحلة إلى حدود 4500 دينار جزائري مقابل انعدام مادة “النخالة” بشكل شبه كلي وإن وجدت تباع تحت الستار بمبالغ تصل إلى حدود 2500 دينار جزائري، الأمر الذي كان وراء تهديد الآلاف من رؤوس الماشية التي لم تجد ما تتغذى به في ظل تراجع النباتات الموسمية والأعشاب التي كان يُلجأ إليها. وقال موالون ساخطون جدا على هذه الوضعية، إن مواشيهم وروؤس أغنامهم أضحت عبئا عليهم بعدما انعدمت جميع السبل في تغذيتها والحفاظ على وجودها، وما يباع منها يكون موجها للنحر وأضحى تجار المواشي لا يقبلون على شرائها مخافة أن تبقى على عاتقهم ويعجزون عن توفير الأعلاف لها. وعبر الموالين عن تذمرهم واستيائهم من استمرار أزمة التزود بالشعيرو حيث قالوا إن ديوان الحبوب لم يبادر إلى توفيرها بالشكل المطلوب ليضرب صمتا مطبقا تجاه هذه الوضعية الخانقة التي لم يسبق أن عاشوها بهذا الشكل المخيف والمرعب، مضيفين أن الكثير منهم أعصابهم “تكسرت” بعد أن تفاقم هذا الأمر وانعدم الحل في الأفق القريب. وأرجع بعض الموالين استفحال هذه الوضعية إلى التراجع الكبير الذي مس زراعة الأعلاف والشعير المحلي إضافة إلى تراجع النباتات والأعشاب التي كانت تعتبر مخرجا لهم، الأمر الذي ساهم في تقلص بل انعدام المراعي بشكل كبير عكس المواسم الفارطة، إضافة إلى عدم وجود محميات نباتية مثلما كانت توفرها محافظة السهوب ليتم كراؤها للموالين في مثل هذه الظروف. هذه الوضعية أدخلت موالي المناطق السهبية كحال الجلفة، المسيلة وتيارت، والهضاب العليا على الخصوص في دوامة كبيرة، مناشدين مختلف السلطات المعنية اتخاذ إجراءات استعجالية بتوفير الأعلاف والشعير بالشكل المطلوب لكون وجود الآلاف من رؤوس الماشية والأغنام أضحى مهددا، والعشرات من الموالين أضحوا على حافة الإفلاس بفعل هذه الندرة. الغريب في الأمر أن تراجع تسويق المواشي، بسبب ندرة الشعير وغلائه، لم يصاحبه تراجع في أسعارها، حيث لا تزال الأسعار في مختلف الأسواق الأسبوعية المحلية “نار نار”، عكس المواسم الماضية حيث نزلت فيه الأسعار إلى الحضيض مثلما حدث سنة 2008.