تتواصل أشغال المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم في يومها الثالث والأخير، حيث ينتظر أن يجري اليوم انتخاب رئيس جديد لحركة حمس خلفا لأبو جرة سلطاني الذي أعلن عدم ترشحه مجددا لرئاسة الحركة والاكتفاء بمنصبه كعضو قيادي، وهذا ما فتح الباب أمام عدة تأويلات حول من سيخلفه، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى كل من عبد الرزاق مقري نائب رئيس الحركة وعبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى. خصص اليوم الثاني من أشغال مؤتمر حركة حمس، لمناقشة القانون الأساسي والسياسة العامة للحركة في جلسة مغلقة. وكان المشاركون قد صادقوا قبل ذلك على النظام الداخلي للمؤتمر وانتخبوا مكتب تسييره، كما عرض رئيس الحركة المنتهية عهدته أبو جرة سلطاني على المؤتمرين تقريره الأدبي للفترة التي قضاها على رأس الحزب 2003 -2013. وبخصوص انتخاب رئيس الحركة ونوابه وكذا أعضاء مجلس الشورى الوطني، أوضح رئيس لجنة المؤتمر نعمان لعور أن العملية ستتم اليوم، مشيرا إلى أنه لم يتقدم لحد الآن أي مرشح بصفة رسمية. وشدد على أن كل مندوب تتوفر فيه المواصفات اللازمة لقيادة الحركة بإمكانه الترشح لهذا المنصب. وفي هذا السياق وبالرغم من أنه لم يظهر الصراع على من سيتولى قيادة حركة مجتمع السلم خلفا للرئيس المنتهية ولايته الثانية أبو جرة سلطاني الذي يعتزم الترشح للرئاسيات المقبلة باسم «حمس» أو حتى التيار الإسلامي، إلا أنه ومنذ عدة أشهر يجري الحديث عن القياديين البارزين عبد الرزاق مقري وعبد الرحمان سعيدي. وتشير بعض المصادر إلى أن مقري هو الأوفر حظا لقيادة الحركة سواء تعلق الأمر بكونه شخصية تعارض النظام وترى فيه بعض الأوساط النضالية صورة المنقذ الذي سيعيد هيبة الحركة التي فقدتها أو من حيث ما تروج له بعض الأطراف على وجود صفقة بين الرجل وسلطاني من أجل تزكيته عند المناضلين مقابل ترشيح سلطاني باسم الإسلاميين في الرئاسيات المقبلة، فيما تبقى حظوظ سعيدي قائمة لكونه معارض معتدل ويحظى بقبول كبير عند شريحة معتبرة من المناضلين. وكانت أشغال المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم قد انطلقت أول أمس بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف بالجزائر العاصمة تحت شعار »الحركة تتجدد..وطن ينهض« بمشاركة قرابة 1400 مندوب. وحضر جلسة افتتاح هذا المؤتمر عدة شخصيات وطنية وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، إضافة إلى وفود من عدة دول عربية وأجنبية.