تواصلت أمس، بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة، أشغال المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم في جلسة مغلقة خصصت لمناقشة القانون الأساسي والسياسة العامة للحركة. وكان المشاركون قد صادقوا قبل ذلك على النظام الداخلي للمؤتمر وانتخبوا مكتب تسييره، حيث عرض رئيس الحركة المنتهية عهدته أبو جرة سلطاني على المؤتمرين تقريره الأدبي للفترة التي قضاها على رأس الحزب (2003 -2013 )، كما أكد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر انه ينبغي على الحركة أن تعمل على "توسيع ملعبها السياسي" ليستوعب المزيد من الكفاءات الوطنية من الشباب والنساء والطلبة، داعيا الى العمل "بجد" على تحيين لوائحها وفتح هيكلتها وإعادة النظر في قانونها الأساسي من أجل "مواكبة الحراك المتسارع واستيعاب طموحات الشباب المتطلع نحو مستقبل أفضل". وأوضح رئيس لجنة المؤتمر نعمان لعور بخصوص انتخاب رئيس الحركة و نوابه و كذا أعضاء مجلس الشورى الوطني أن العملية ستتم اليوم السبت، مشيرا إلى أنه "لم يتقدم لحد الآن أي مرشح بصفة رسمية"، حيث شدد على أن كل مندوب تتوفر فيه المواصفات اللازمة لقيادة الحركة بإمكانه الترشح لهذا المنصب من ضمنهم النساء، باستثناء الرئيس المنتهية ولايته أبو جرة سلطاني الذي كان قد جدد تأكيده، بأنه لن يترشح للمنصب خلال هذا المؤتمر، وأنه سيكتفي ببقائه في الساحة السياسية، كقيادي بالحركة مؤكدا أن "عدم ترشحه لا يعني انسحابه من الحياة السياسية". وشهدت كواليس المؤتمر منافسة "حادة" بين المرشحين المحتملين لخلافة أبو جرة سلطاني في رئاسة الحركة، وبين تيارين: تيار المشاركة والاستمرار في منهج التعاطي الإيجابي مع السلطة، بالنظر للظروف الداخلية والتحديات الإقليمية، ويمثّله عبد الرحمن سعيدي، وبين تيار المعارضة الذي يسعى إلى إنهاء خط المشاركة، وإعادة بناء خيار مستقل يرتكز على المعارضة، والانفتاح على المجتمع السياسي المعارض، ويمثّله عبد الرزاق مقري، الذي يصرّ على الفوز بمنصب الرئاسة، ويعتبر أنه الأكثر انسجاما مع ظروف ما بعد "الربيع العربي". كما كانت قيادات حركة حمس قد طرحت خيارات انتخاب رئيس الحركة في المؤتمر، أو إحالة هذه المهمة إلى مجلس الشورى، إضافة إلى خيارات موقع رئيس الحركة الحالي، أبو جرة سلطاني، الذي تميل وجهات النظر إلى إبقائه ضمن الكوادر المديرة للحركة، وتزكيته كرئيس لمجلس الشورى. والجدير بالذكر أن حركة مجتمع السلم، عقدت مؤتمرها الوطني الخامس، وفي جدول أعمالها اختيار رئيس الحركة، و ذلك بعد إعلان ابو جرة سلطاني عن عدم ترشحه لزعامة الحزب مرة أخرى، حيث شارك في هذا المؤتمر أحزاب وفعاليات مدنية واقتصادية المرتبطة بالإخوان المسلمين في العالم، كما شهد المؤتمر حضورا كثيفا لقيادات حركة حماس الفلسطينية والنهضة من تونس والعدالة والتنمية من المغرب وجبهة العمل من الأردن وحزب العدالة والبناء من ليبيا، وحزب تواصل من موريتانيا، وجمعية علماء فلسطين، ومنظمة ''الموصياد'' الاقتصادية من تركيا، إضافة إلى ناشطين في الحقل الإسلامي في ألمانيا وأمريكا، وحرصت قيادة حمس على أن تكون هذه الوفود شهودا على إنجازها لمؤتمر تجاوزت خلاله عقد الانشقاقات التي لازمتها، منذ عام 2008.