أعلن مسؤول في مالي، عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل بينهم جنديان في هجوم انتحاري استهدف دورية لقوات الجيش في مدينة غاو الواقعة شمال البلاد، مساء أول أمس، وقال مدير العلاقات العامة للجيش سليمان مايغا حسبما ذكرت شبكة »إيه بي سي نيوز« الأمريكية أمس، إن وحدة مكونة من جنود تابعين للجيش كانت تقوم بدورية بالقرب من قرية أماكولدجي الواقعة على بعد 45 كيلومترا شمال مدينة غاو عندما أوقفوا مشتبها فيه يستقل دراجة نارية وبدأ تبادل إطلاق النار بين الجانبين ثم قام هذا الانتحاري بتفجير نفسه، وأضاف أن القتلى بينهم جنديان وثلاثة مسلحين مشيرا إلى إصابة أربعة جنود آخرين في الهجوم. ونُسب التفجير إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي توصف بأنها متحالفة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي كانت تسيطر على مدينة غاو قبل أن تستعيدها القوات الفرنسية والإفريقية يوم 26 جانفي الثاني الماضي، وتعد غاو محور العمليات العسكرية للقوات الفرنسية والمالية، لكن البلدة ما زالت تتعرض لهجمات على غرار حرب العصابات التي تشنها الجماعات المسلحة. وتتواصل المعارك في شمال مالي، فيما شرعت فرنسا في سحب قواتها، البالغ عددها 4000 جندي من البلاد وتسليم المهام الأمنية لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بعد أن كانت أرسلت جنودها إلى مالي في شهر جانفي الماضي لمساعدة جيش مالي في إبعاد المسلحين من الشمال. واغتنمت الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة فرصة انقلاب عسكري نفذ في مارس 2012 لتسيطر على شمالي مالي، بما فيه مدن غاو وكيدال وتمبوكتو الرئيسية، وفرضت الجماعات المسلحة على سكان المنطقة تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، وتصدت القوات الفرنسية والإفريقية للجماعات المسلحة ومنعتها من الزحف إلى العاصمة باماكو، ثم أبعدتها من مدن الشمال، ولكن عناصر من هذه الجماعات انسحبوا إلى معاقل لهم في جوف الصحراء، وراحوا يشنون منها هجمات معزولة على القوات الفرنسية وجيش مالي. وسحبت فرنسا مائة من جنودها من مالي، الشهر الماضي، وتأمل أن يبقى 1000 جندي فرنسي هناك بنهاية هذا العام، يسلمون العهدة للقوات الإفريقية التي قوامها 6300 جندي في البلاد حيث شرع الاتحاد الأوروبي في تدريب نحو 2000 جندي من مالي، فيما يتوقع أن تجري انتخابات عامة في مالي في شهر جويلية القادم