أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حميد بصالح أول أمس، أن الحظيرة الإلكترونية لسيدي عبد الله التي تضم 30 متعاملا اقتصاديا بين وطني وأجنبي هي نواة الاقتصاد الرقمي الذي سيساهم في بناء اقتصاد الجزائر نحو الحداثة والعمل بذكاء، مضيفا أن هذه الحظيرة تسعى إلى كبح هجرة الأدمغة عبر تطوير عروض العمل لفائدة الشباب حاملي الشهادات العليا وتنويع مصادر الدخل الوطني بخلق قطاع اقتصادي نشط أساسه المعرفة. إطلع الوزير بصالح خلال الزيارة التي قادته إلى الحظيرة الإلكترونية لسيدي عبد الله على نشاط المتعاملين الاقتصاديين الذين اعتمدوا الحظيرة كمقرات لهم من أجل القيام بدراسات وبحوث في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال وبلغ عددهم حاليا 30 مؤسسة وطنية وأجنبية، حيث اعتبر بصالح أن هذه الهيئة تشكل أحسن نواة للاقتصاد الرقمي الحديث وتساهم بطريقة فعالة في بناء الاقتصاد البديل للجزائر، كما أنها ستساعد في خلق مناصب شغل واستقطاب للكفاءات الجزائرية والأجنبية. وترمي هذه الحظيرة حسب بصالح إلى جمع مختلف قطاعات السوق سيما المؤسسات الخاصة والعمومية ومؤسسات التعليم والتكوين بهدف خلق التناسق بفضل القرب والتفاعلات بين أعضاء فرع تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مضيفا أنها ستساهم في نمو وتطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالجزائر من خلال توفير كل الإمكانات وتشجيع الإبداع وروح المبادرة في هذا المجال. وخلال جلسة العمل التي جمعته مع مسؤولي المؤسسات الاقتصادية العاملة في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال الكائن مقرها بالحظيرة، أكد الوزير أن هذا القطب قد أنجز في إطار واسع يضم من جهة أهدافا خاصة بالقطاع وأهدافا تنموية اقتصادية من جهة أخرى، حيث يسعى إلى ضمان دعم وتوفير خدمات ذات نوعية عالية بالمؤسسات من خلال تقديم دعم مبدئي ومتواصل. كما دعا بصالح إلى جعل هذه الحظيرة المعلوماتية مركزا تكنولوجيا أورومتوسطيا ليس فحسب من حيث عدد المؤسسات لكن من حيث عدد المنتجات المبتكرة والمضي قدما في تحقيق رقم أعمال مرتفع. من جهتهم تطرق مسؤولو المؤسسات التي تنشط في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال مع الوزير إلى إطار العمل وفرص الاستثمار التي يوفرها مناخ الأعمال بالجزائر، كما لم يخفوا امتعاضهم من الإجراءات المعقدة التي تفرضها سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في دفتر الشروط والتي قال عنها الوزير أنه سيتم دراستها في إطار شراكي بما يخدم مصلحة الطرفين. وعلى هامش لقائه مع المتعاملين الاقتصاديين، كشف بصالح عن مشروع يجمع هؤلاء مع وزارة التربية يتمثل في بناء التربية الوطنية الالكترونية من خلال اعتماد ثلاثة فروع، تتضمن الاهتمام بالمحتوى البيداغوجي وتكوين الأساتذة وكذا تعميم توزيع أجهزة الإعلام الآلي بطريقة آلية، حيث أكد أن هذا المشروع ينتظر الضوء الأخضر من الحكومة للمصادقة علية في الأيام القليلة المقبلة، مضيفا أن هناك لجنة عليا تشتغل لدراسة تخفيض تسعيرة الانترنيت بما يمكن كل فئات المجتمع بالاشتراك خاصة أنها باتت وسيلة فعالة لتحصيل العلوم كما قال. هذا وتهدف الحظيرة المعلوماتية لسيدي عبد الله بمنطقة الرحمانية التي تمتد على مساحة تقدر ب 93 هكتارا، إلى خلق انسجام عن طريق التقارب والنشاطات المشتركة بين مختلف الفاعلين في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث يتكون هذا الصرح العلمي الاقتصادي من بناية تقدر مساحتها ب 20.500 متر مربع ومحضنة تقدر مساحتها ب 9.800 متر مربع تلعب دورا فعالا كهيكل لاستقبال ومرافقة للمؤسسات. كما تضم مركز للدراسات والبحث في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الذي تبلغ مساحته 5.400 متر مربع، ومكتب بريد معلوماتي تتكفل به مؤسسة بريد الجزائر إلى جانب فضاءات استثمارية بمساحة تقدر ب 38.000 متر مربع منها برج للأعمال، وهي مخصصة للمؤسسات الجزائرية والأجنبية التي تنشط في مجال تكنولوجيات الأعمال والاتصال، هذا ويجدر الإشارة أن هناك مشاريع أخرى لانجاز حظائر معلوماتية في كل من ولايات عنابة ووهران وورقلة.