شرعت رسميا الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكة الحديدية، في المساعي الرامية إلى توظيف شركات متخصصة للقيام بالدراسة المطلوبة تتعلق بانجاز قطار سريع يربط الحدود التونسية بالحدود المغربية بسرعة 350 كلم في الساعة، وإذا ما تحقق مثل هذا المشروع في وقت معقول ، فيعتبر أول قطار من هذا الطراز في المنطقة العربية برمتها. الوكالة الوطنية المشرفة على هذا المشروع ، ترغب في أن يكون هذا الخط الحديدي السريع موازيا للطريق السريع، الذي يربط هو الآخر شرق البلاد بغربها ويعبر أكثر من 20 ولاية، وقد حددت الوكالة تاريخ 25 أكتوبر القادم كآخر أجل لتقدم الشركات المتخصصة الدولية المهتمة ترشحها، وهذا حتى تتمكن من الاطلاع على الملف وسحب دفتر الشروط والقيام بالدراسة اللازمة لمثل هدا المشروع الضخم، الذي سيكون له منافذ نحو الجنوب. فهذا المشروع سيكون عند استكماله أول مشروع على مستوى الوطن العربي، كما سيسهم في تحسين ظروف السفر والتنقل بالجزائر بشكل محسوس، حيث سيصبح السفر على متن هذا القطار بين (وهران العاصمة) أو (قسنطينة العاصمة) والعكس، لا يستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة في أسوأ الأحوال ، في حين تستغرق الرحلة في الوقت الحاضر أكثر من ست ساعات، وهي قفزة غير مسبوقة إذا تحقق مثل هذا الانجاز في آجال معقولة ، أي في مدة لا تتجاوز 10 15 سنة، وأن لا يحدث للمشروع ما حدث للمترو الذي عرف تأخيرا بأكثر من 20 سنة . كما سيشكل هذا المشروع فرصة للاستثمار وتطوير العديد من مناطق البلاد، التي ما تزال تعاني من العزلة لضعف وسائل النقل،، بل أن خط السكة الحديدية السريع ، سيعطي للمناطق التي يمر بها الخط فرصة غير مسبوقة للقيام بعمليات »التسويق الإقليمي« ، وبعبارة أخرى استثمار قدرات هذه المنطقة أو تلك في استحداث و تطوير مشاريع متكاملة ومنتجة للثروة والعمل ومستقطبة للاستثمارات الداخلية والخارجية ، وهي فرصة لم تكن لتتوفر لولا هذه الوسيلة العصرية المتطورة. وحسب الموقع الاليكتروني »كل شيء عن الجزائر«، فإن شركة التخطيط الهندسي الفرنسية، أعربت عن اهتمامها بالموضوع والتعرف عل هذا الملف عن قرب، دون تقديم تفاصيل أخرى . ونشير في هذا الإطار استنادا إلى تصريحات مسئولي قطاع النقل إلى أن الجزائر خصصت ما لا يقل عن 30 مليار دولار من أجل عصرنة شبكة السكة الحديدية من خلال الانتقال من القاطرة التي تستهلك المازوت إلى القاطرة الكهربائية وإلى قطار السرعة العالية ، وهو أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع السكة الحديدية على المستوى العالمي.