وجهت منظمة العفو الدولية انتقادات لاذعة لكل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي قائلة إنهما فشلا في تقديم نموذج يحتذى في احترام "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" الذي وقعتا عليه مع دول أخرى تحت حجة مكافحة الإرهاب. وفي سياق التقرير السنوي عن حالة حقوق الإنسان عام 2008 الذي صدر أمس، أدانت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها، الإدارة الأمريكية الحالية لتمريرها قوانين من شأنها إضعاف الحظر على التعذيب، ومنها إجراءات مثل الغمر بالمياه الذي يعرف أيضا ب"الإغراق الوهمي". وأوضحت المنظمة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سمح لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي. آي. أيه" بمواصلة الاحتجاز السري واستجواب المشتبه بهم في قضايا الإرهاب في معتقل غوانتانامو العسكري الأمريكي في كوبا. كما قال التقرير الذي رصد حالات حقوق الإنسان في دول أخرى إن "حكومة الولاياتالمتحدة فشلت في ضمان المساءلة الكاملة بخصوص الانتهاكات التي ارتكبتها قواتها في العراق". وانتقد التقرير بشدة إدارة الرئيس الأمريكي لتحويلها النقاش حول حقوق الإنسان إلى "معركة مدمرة ومسببة للشقاق" بين المعسكرين الغربي وغير الغربي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001". وأضاف أن "كذب دعوة الإدارة الأمريكية إلى الديمقراطية والحرية في الخارج يتجلى في دعمها المستمر للرئيس الباكستاني برويز مشرف في الوقت الذي اعتقل فيه آلاف المحامين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين لمطالبتهم بالديمقراطية وسيادة القانون وهيئة قضائية مستقلة". كما طلبت المنظمة من الرئيس الأميركي الجديد المقرر انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني إغلاق معتقل غوانتانامو. أما بخصوص الاتحاد الأوروبي، فقد تساءل التقرير "كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء فيه مطالبة الصين وروسيا باحترام حقوق الإنسان في الوقت الذي يشتركون فيه بجريمة التعذيب"؟ وذلك في إشارة إلى الادعاءات بأن بعض الدول الأوروبية وافقت على خطط أمريكية لتعذيب المعتقلين على أراضيها. وقال التقرير "هل يمكن للاتحاد الأوروبي أن يدعو إلى التسامح في الخارج في الوقت الذي فشل فيه في التعامل مع التمييز بحق الغجر والمسلمين والأقليات الأخرى التي تعيش داخل حدوده". وخلص التقرير إلى أنه "مع تعثر الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي في سجل حقوق الإنسان، تقل قدرتهما في التأثير على الآخرين". وحثت العفو الدولية أقوى دول في العالم على أن تكون مثلا يحتذى به لباقي الدول، وأن تظهر رؤية عالمية مشتركة وقيادة جماعية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، الأمر الذي تفتقر إليه حاليا. وأكدت المنظمة أن حقوق الإنسان ليست من القيم الغربية لكنها قيم عالمية يجب أن تدافع عنها الأممالمتحدة بينما تحتفل هذا العام بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.