أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أن بلاده مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن الأسد قوله لدى استقباله وفدا من الأحزاب الموريتانية أن سوريا رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لإيجاد حل سياسي للأزمة لكنها في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره وهي قادرة على ذلك من خلال تلاحم قل نظيره بين جيشها وشعبها بالرغم من كل المعاناة والضغوط التي يواجهها. وضم الوفد الموريتاني محفوظ ولد لعزيز الأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي الموريتاني، ومحمد محمود الطلبة نائب رئيس حزب الجبهة الشعبية، واسلكو أحمد عمر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعبد الله الصالح لشريف الأمين العام للنقابات المهنية في موريتانيا. وأشار الأسد خلال اللقاء إلى أهمية دور الأحزاب القومية والنقابات والمنظمات الشعبية العربية في تعزيز الوعي الشعبي والصحوة القومية تجاه المخططات الرامية إلى تفتيت المنطقة من خلال دفعها نحو صراعات عبثية المستفيد الأول منها هو العدو الصهيوني. وذكرت الوكالة أن أعضاء الوفد أكدوا أن سوريا كانت ولا تزال تدفع ثمن دورها القومي الرائد ودعمها للمقاومة فكرا وعملا في وجه المشاريع التي تستهدف الأمة العربية وأن ما يحاك ضدها اليوم يستهدف هوية الشعب العربي بأكمله. من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، أمس، إن المعارضة قادرة على استعادة القصير وغيرها من المناطق إذا ما حصلت على السلاح، ولفت الجربا إلى أن أجزاء كبيرة من دمشق واللاذقية وحلب وحماة وإدلب أصبحت في يد الثوار، مؤكداً أن بشار الأسد منهار ولا يحكم البلاد، بحسب ما أوردت صحيفة »الحياة اللندنية«.وصرح الجربا بأن من يقود المعارك ضد المعارضة في سوريا هم الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله وبعض الحوثيين الذين جاؤوا من اليمن بدعم إيراني، موضحاً أن حسن نصر الله قالها علناً »تدخلنا في سوريا لكي نمنع سقوط دمشق«. وفيما يتعلق بأي تسوية مقبلة إزاء الملف السوري، صرح بأنهم لن يقبلوا بوجود بشار وأي من زمرته، وطالب بأن يُعاقب على ما ارتكبه من جرائم حرب ضد الشعب السوري، ولا بد من أن يخدم أي حل سياسي أهداف الثورة برحيل بشار الأسد. وأوضح الجربا أيضا أن تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية متطورة، سيغير مسار الثورة وسينهيها لمصلحة الشعب السوري، فيما نفى الجربا ترشيح مناف طلاس لقيادة الجيش الحر، وقال »مناف يستحق الشكر على أنه انشق عن النظام وهو كان من المقربين جداً للنظام ومن رأس النظام، وهذا شيء يحسب له ونحن نشكره على هذا الموقف الوطني، ولكن انشقاقه لا يعني أن يتبوأ مركزاً في قيادة الجيش، هذا موضوع آخر، وموضوع الجيش الوطني هو بالتنسيق مع رئيس الأركان اللواء سليم إدريس وبإشراف الجيش الحر فقط«. من جانب آخر، أبدى الجربا استياءه من دور حكومة نوري المالكي في دخول مقاتلين متشددين إلى سوريا، حيث قال إن المالكي دعم نظام الأسد بإيعاز من إيران.يذكر أن فريق البعثة الدولية للتحقيق في استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية، وصل سوريا أمس، وأفادت تقارير بأن أكثر من عشرين مفتشا وصلوا بعد ظهر أمس إلى فندق »فور سيزنز« في دمشق، في مهمة تقضي بالتأكد من الاتهامات المتبادلة بين النظام والمعارضة باستخدام أسلحة كيميائية في النزاع، وليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك. ومن المتوقع أن أحد المواقع الثلاثة التي سيتم فحصها سيكون خان العسل، وهي المدينة التي تقول الحكومتان السورية والروسية إن المعارضة السورية المسلحة استعملت فيها غاز السارين شهر مارس الماضي.