أعرب مختصون في قطاع السمعي البصري عن أسفهم لما آل إليه هذا القطاع مع نفور المتفرج الجزائري من مشاهدة القناة الوطنية، مؤكدين أن رداءة الإنتاج وقلته وعدم احترام القوانين شكلت عائقا أمام تطور القطاع الحساس. أكد المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمها قطاع التكوين السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني برئاسة عضو أمانة الهيئة التنفيذية عبد الكريم عبادة أول أمس بمقر الحزب بالعاصمة ضرورة تطوير قطاع السمعي البصري بما يتماشى والتطورات التي يشهدها عالم تكنولوجيات الإعلام والاتصال، داعين خلال الندوة المنظمة حول »السمعي البصري في الجزائر الراهن والآفاق« جعل قطاع السمعي البصري مساهما في بلورة مجتمع المعرفة. وقدم عبد الكريم عبادة لمحة مختصر عن الوضعية الراهنة التي يعرفها قطاع السمعي البصري في الجزائر في ظل التطورات التكنولوجية الجارية، حيث أشار إلى أن تطور السمعي البصري يتطلب نظرة استشرافية بعيدة واستراتيجية مبنية على أفكار ومبادئ وطنية إلى جانب توفير ميكانزمات وإمكانيات مادية بشرية. وخلال اللقاء الفكري الذي عكف حزب جبهة التحرير الوطني على تنظيمه والذي يتطرق فيه في كل مرة إلى قضايا حساسة تتعلق بمستقبل الجزائر والمجتمع الجزائري في إطار التحضير للمؤتمر التاسع للحزب المزمع عقده مطلع العام المقبل، دعا المختص الإعلامي الدكتور العيد زغلامي إلى إعادة بعث قطاع السينما وتحسين مستوى برامج التلفزة الوطنية في معالجة مختلف المواضيع الاجتماعية والثقافية التحسيسية وكذا الاقتصادية والسياسية، كما أكد على أن هذا القطاع في حاجة إلى تكوين العنصر البشري مع توفير الوسائل التقنية المتطورة مما يتماشى ومقتضيات المهنة الإعلامية والإنتاج الإعلامي خاصة فيما يتعلق بتحسين البرامج والصورة والصوت ورقمنة التلفزة الوطنية . وفي مداخلة بعنوان »دور السمعي البصري أثناء الثورة«، أكد الدكتور زغلامي الدور الكبير الذي لعبه السمعي البصري في إيصال صوت الثورة داخل الجزائر وخارجها، متطرقا إلى الحديث عن إذاعة صوت الجزائر التي لعبت بهذا الدور، مشيرا إلى أن الوسائل المستخدمة في تلك الحقبة جد متواضعة إلا أنها تمكنت من القيام بالدور المنوط بها وهي التعريف بالثورة الجزائرية وبالقضية الجزائرية. ومن جهته، أوضح عبد القادر بشير باي وهو إطار بمؤسسة التلفزيون أن هناك عدد كبير من النقائص رغم ما تم إنجازه في مجال السمعي البصري، مؤكدا أنه توجد عراقيل وعوائق قائمة مكنت من كبح تطور هذه الوسيلة الإعلامية، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في كيفية تسيير هذا القطاع من خلال وضع استراتيجية جديدة وتشخيص النقائص والرجوع إلى المسار التاريخي للإنتاج السمعي البصري لاسيما في مجالي التلفزيون والسينما. وفي السياق نفسه، أشار مصطفى كاديك مسؤول بمؤسسة التلفزيون إلى واقع التلفزيون الحالي وكيفية إعادة تنظيمه وتسييره وإنعاشه في إطار تطوير البرامج الهادفة التي تخدم المجتمع الجزائري.