قال وزير المجاهدين محمد شريف عباس، أمس، إنه لم يكن ينتظر حدوث زوبعة بعد التصريحات التي أدلى بها حول أصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما أشاد بمواقف الشباب المساندة له في أعقاب هذه التصريحات ، وأكد أن وقفتهم تعكس مدى تجذر النضال في أوساط الجزائريين، وفي سياق منفصل أوضح الوزير أن قانون المجاهد والشهيد في طريق تنفيذه كلية، معتبرا تسليم فرنسا لجزء من الأرشيف الجزائري خطوة مشجعة. سهام.ب / : عاد وزير المجاهدين إلى تداعيات التصريحات التي أطلقها قبيل زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي يوم 3 ديسمبر الفارط بخصوص أصوله اليهودية والتي أحدثت هزة في الجزائروفرنسا إلى حد تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا لتهدئة الأوضاع عبر مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي يؤكد فيها أن السياسة الخارجية من صلاحياته أو من تفويض منه فقط، وقال الوزير في أول تصريح له في هذا الموضوع أنه لم يتوقع كل هذه الضجة، وأضاف أنه كان مطمئنا لرد فعل أعضاء الأسرة الثورية في إشارة ضمنية لموقف الرئيس الفرنسي من قضية الاعتذار للجزائريين على ما اقترفته فرنسا الاستدمارية ضدهم، مبديا اندهاشه من موقف الشباب المساند له، قائلا" إن هذا يعني أن جذوة النضال مشتعلة عند الجزائريين". في هذا السياق، أبدى الوزير ارتياحه للوعي الوطني الذي يتميز به شباب الجزائر أثناء إشرافه على اجتماع للجنة الوطنية لتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية بمقر الوزارة، وقال إن وقفتهم تبعث الأمل في نفوسنا، وأضاف أن الشبيبة الجزائرية تعطي لكل مقام مقال، عكس ما يقوله البعض إن هذة الفئة أصبحت مقترنة بكل الظواهر السيئة والآفات من هجرة غير شرعية ومخدرات. وبخصوص قانون المجاهد والشهيد، أكد المسؤول الأول على القطاع أن عملية تنفيذ القانون تسير على ما يرام، إلى درجة ذهب فيها إلى الإشارة أن المراسيم التنفيذية للقانون سيتم الانتهاء من تنفيذه بصفة كلية قريبا. وعن أهم ما جاء في هذه المراسيم التنفيذية، أكد الوزير أن منحة أرملة الشهداء ستحول إلى الأبناء بعد وفاتها، ليتم تقسيمها بالتساوي شرط عدم حصولهم من أي مدخول آخر، إلى جانب استفادة أم الشهيد من منحة جديدة إن كان لها شهيدين، فتأخذ عن كل ابن ثبت استشهاده منحة تقدر ب36 ألف دينار جزائري، موضحا أن أبناء المجاهدين سيستفيدون من منحة الوالد في حالة وفاته والزوجة كذلك. وفيما يتعلق بتسليم فرنسا لجزء من الأرشيف السمعي البصري للجزائر هذا اليوم بمقر التلفزيون الوطني، استحسن وزير المجاهدين الخطوة الفرنسية التي وصفها ب"المشجعة"، مؤكدا أنه لم يطلع على طبيعة محتوياته إن كانت فنية أو ثقافية أو رياضية. في هذا الاتجاه، قال شريف عباس إن عملية تنظيم وتصنيف الأرشيف الوطني تحتاج لوقت كبير بعدما أكد أنها عرفت نوعا من الفوضى، موضحا أن الوزارة تعمل على تكوين أرشيفيين للسماح للباحثين باستغلاله بطريقة علمية علما أن المؤرخ محمد حربي كان قد دعا نهاية الأسبوع الفارط من وهران وزارة الدفاع الوطني عن الأرشيف المتوفر لديها. وطالب الوزير بضرورة تقليص النشاطات الرياضية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للشهيد في 18 فيفري الجاري، مؤكدا أن أحسن طريقة لتخليد تاريخنا هي الندوات التاريخية والمحاضرات بدل المقابلات الرياضية التي تستنزف أموال المخصصة للاحتفالات، داعيا إلى الاهتمام بالجالية الجزائرية في المهجر في برنامج الاحتفالات بالتعاون مع وزارة الخارجية لربطها مع الوطن الأم. وكشف الوزير أن السنة الجارية ستكون غنية بإحياء بإحياء الأعياد الوطنية، معلنا على أن الاحتفالات المخلدة لشهداء الثورة ستنقل إلى مواقع استشهادهم وولاياتهم، وربط ذلك بالحركية السياسية التي تشهدها البلاد هذا العام خاصة فيما تعلق بتعديل الدستور والرئاسيات المرتقبة العام المقبل، مشيرا إلى أن الإنجاز الحقيقي المخلد هو ما يكتب وينشر من شهادات حية إلى جانب ترجمة أعمال تتناول تاريخ الجزائر والثورة التحريرية، وأكد على ضرورة وضعها تحت تصرف المدارس و الثانويات والجامعات الجزائرية وجميع السفارات والقنصليات والمعاهد الثقافية في الخارج. وتبنى الوزير على المباشر مبادرة من القائد العام للكشافة الإسلامية لتوزيع شريط أنجزته الكشافة مدته 52 دقيقة بعنوان الحركة الكشفية مدرسة الوطنية. هذا وأعدت اللجنة الوطنية لتحضير الاحتفالات الأعياد والأيام الوطنية برنامج ثري عبر مختلف ولايات الوطن بمنسبة اليوم الوطني للشهيد 18 فيفري والتي تأتي هذا العام تحت شعار"الوفاء للشهداء والعزة للوطن، كما تم اختيار ولاية تلسمان لاحتضان الاحتفالات الرسمية هذه السنة فيما تستفيد بقية الولايات من برنامج ثري مقسم في خمسة محاور رئيسية هي المحور التاريخي الثقافي، التنشيط والإعلام، المعارض،الرياضة والتكريمات، إلى جانب الاتفاق على إحياء ليلة 18 فيفري وإقامة حفلات فنية في ساحات أول نوفمبر على مستوى كل الولايات.