قال وزير المجاهدين محمد الشريف في تصريح للشروق أمس بأنه لم يعد لديه ما يقوله بعد تصريحات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر. وبهذا الكلام يكون الوزير قد تفادى أية "حملة" قد تُشن عليه على خلفية تصريحات، كما يكون قد تفادى أي تأويل لما يقوله، حيث سبق وأن فسر الحملة التي طالته بأنها "نتيجة تأويلات خاطئة لما قاله بشأن ساركوزي." وأفادت شخصيات مقربة من وزير المجاهدين محمد شريف عباس أن سبب عدم حضوره استقبال الرئيس الفرنسي أثناء زيارته الأخيرة للجزائر جاء تماشيا مع مواقفه الوطنية و تفاديا "لأي حرج أو التباس" . و أوضح بعض المقربين والمرافقين له ضمن الوفد الوزاري للشروق أن السيد شريف عباس الذي انهي أمس زيارة عمل بغليزان دامت يومين أنه لم يقدم استقالته على الإطلاق عكس ما روج لها مؤخرا . و قد تفادى وزير المجاهدين التحدث للصحفيين حول القضية خلال خرجته الميدانية الأولى إلى غليزان بعد الضجة التي أثارتها تصريحاته حول الرئيس الفرنسي، حيث ظهر عباس مصمما على احترام برنامج الزيارة التي تدخل في إطار الاحتفال بذكرى 11 سبتمبر، وتحاشى الخوض في غير ذلك. واستنادا لذات المصادر فان التصريحات التي أدلى بها وزير المجاهدين وفجرت القضية سبقت بكثير موعد الزيارة التي قام بها ساركوزي للجزائر إلا أنها نشرت قبيل أيام معدودة منها لتخلط أوراق الزيارة الرسمية كما أنّ عدم حضور وزير المجاهدين مراسيم الاستقبال الرسمي للوفد الفرنسي المرافق لساركوزي حسب مصادرنا ليست قضية تغييب له وللأسرة الثورية بل للمحافظة على تقاليد الاستقبال الحار وحسن الضيافة التي تتميز بها الجزائر وتفاديا لبعض الأمور التي من شانها أن تؤثر وتغير مجرى الزيارة خاصة بعد إصرار الأسرة الثورية على ضرورة اعتذار فرنسا للجزائريين على ما ارتكبته إبان الحقبة الاستعمارية . ومن جهة أخرى، يبدو أن زيارات العمل والتفقد التي قادت محمد شريف عباس إلى بعض ولايات الوطن كغليزان وسعيدة مع بداية هذا الأسبوع جاءت فارغة سياسيا واقتصرت على تدشين بعض المنشات الجديدة في إطار الاحتفال بذكرى 11 ديسمبر حيث كان الجميع يتوقع بان وزير المجاهدين بعد الحملة الشرسة التي روجت ضده من قبل الحكومة الفرنسية خاصة تصريحات وزير الخارجية كوشنير الذي تجاهله تماما أن يقوم بالبحث عن التأييد من الأسرة الثورية لدعم تصريحاته. ب. أمين