ينتظر أن يلتئم أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني يومي 29 و30 أوت 2013 بفندق الأوراسي، يتضمن الاجتماع نقطة واحدة تتعلق بانتخاب أمين عام جديد للأفلان. إن تجاوز الجدل الذي ساد طوال الأيام الماضية، لا يمكن أن يتم إلا من خلال ارتقاء كافة أعضاء اللجنة المركزية إلى مستوى الوعي والمسؤولية اللذين تقتضيانهما المرحلة ومعطيات الظرف الذي تنعقد فيه دورة اللجنة المركزية والتي تفرض على الأفلانيين أن يكونوا على قلب رجل واحد، وعلى مستوى من المسؤولية العالية، بحيث يذهبون إلى الدورة بصفوف موحدة لا مفرقة وبروح إعلاء مصلحة الحزب والبلاد فوق كل المصالح والأنانيات والرؤى الضيقة. إن المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء اللجنة المركزية للأفلان ذات حمل ثقيل بالنظر إلى الدور المنوط بالحزب في المرحلة الراهنة والمستقبلية، والذي لا يقتصر على مواصلة قيادة قاطرة الساحة السياسية المدعوة إلى استكمال مسار الإصلاح الهادئ والتغيير السلمي الذي ينأى بالجزائر عن فوضى ودموية ما يسمى الربيع العربي، بل أن دور الأفلان يشمل أيضا ترسيخ الممارسة الحقة للديمقراطية، من خلال تكريس هذا المفهوم داخل هياكله وهيئاته وفي مقدمة كل ذلك لجنته المركزية التي محكوم عليها أن تخرج من دورتها هذه منتصرة. الأفلان وهو بصدد إنهاء حالة تأزمه باختيار أمين عام جديد له، قد يثبت مرة أخرى أنه أكبر وأقوى من أي أزمة، وقد يبرهن مرة أخرى عن قدرته الكامنة في صفوفه والكفيلة بتجاوز كل الخلافات التي من شأنها الوقوف في طريق القيام بمهامه السياسية تجاه الوطن والمواطن. الأفلان الذي تحدوه في كل الظروف والمحن إرادة الحفاظ على وحدته وتماسك صفوفه وتعزيز موقعه في الساحة الوطنية كقوة أساسية رئيسية قادر على طي فترة التشرذم والتجزئة والانقسام والخروج من دورة لجنته المركزية بقيادة جديدة تلتف حولها الأغلبية لمواصلة المسيرة النضالية، وتفويت الفرصة من جديد على الأعداء والمتربصين بالأفلان الذين لا يتوانون في استثمار كل خلاف يطرأ بداخله لتحييده والإجهاز عليه. إن الاستمرار في حالة الانقسام وإطالة عمر الخلافات لا يخدم الأفلان في شيء بقدر ما يفسح المجال واسعا أمام الخصوم لاستغلال الفضاءات التي يتركها الأفلان فارغة عند انطوائه على نفسه وانشغاله بمشاكله الداخلية على حساب المهام الموكلة إليه في كل الميادين. إذن، الدعوة موجهة إلى كافة أعضاء اللجنة المركزية لحضور الدورة بفندق الأوراسي والمساهمة بمسؤولية في اختيار أمين عام جديد للأفلان ويكون منطلقا جديدا على طريق إثبات الذات وتعزيز المكانة من خلال الانتصار للوحدة والممارسة الديمقراطية والبرهنة مرة أخرى للأعداء والخصوم بأن الأفلان أقوى وأكبر من أي أزمة مهما كان حجمها وطبيعتها والأطراف المتسببة فيها. إن الانتصار للوحدة والديمقراطية وحدهما الكفيلان بتجنب الحزب العتيد هزات أخرى، لأن استقرار هذا الأخير وتماسكه في هذه المرحلة يشكل ولا ريب دعامة أساسية لاستقرار البلاد، وليعي كل عضو في اللجنة المركزية أن الموعد هو للوحدة ولم الشمل وليس للفرقة والانقسام، ذلك أن نجاح الأفلان هو بالضرورة نجاح لكل المناضلين وكل قيادي في هذا الحزب الذي يبقى فوق الأشخاص والزعامات. إذن، موعدنا غدا بفندق الأوراسي، الذي سيحتضن الأفلان واحدا موحدا، ومن اجل مصلحة الحزب فليتنافس المتنافسون.