أجمع أمس، مختصون في الصحة على ضرورة تكثيف العمل الجواري والتوعوي لضمان التشخيص المبكر لداء السكري وكذا لكشف التعقيدات التي ترافق هذا المرض في مراحل معينة من الإصابة، أرقام مخيفة تشير إلى وجود أكثر من 5,2 مليون مصاب بمرض السكري، ربع أطفال الجزائر يعانون من البدانة التي تعد عاملا من عوامل الخطر التي تسبب السكري، إضافة إلى عوامل أخرى مثل النظام الغذائي، في الوقت الذي قد تصل فيه تكلفة بتر عضو من أعضاء مريض مصاب بالسكري إلى 90 مليون سنتيم، ناهيك عن حالات الاكتئاب والتذمر التي تلحق بالمريض والعائلة على حد سواء. نظم مخبر فايزر بالجزائر بالتعاون مع جمعية مرضى السكري للجزائر العاصمة أياما مفتوحة على المواطنين لتمكينهم من تشخيص داء السكري وكشف التعقيدات التي ترافق هذا المرض، وقد اختار منظمو التظاهرة شعار »الوجوه الخفية لداء السكري« عنوانا لحملتهم التي انطلقت منذ يوم الجمعة بساحة المركز التجاري »أرديس«. وأشار مدير الاتصال بمخبر فايزر، سليم أيت بلقاسم، إلى أهمية هذه الحملة التي تهدف إلى الكشف عن خفايا داء السكري وما يسببه من تعقيدات تؤدي إلى وفاة المريض، في الوقت الذي يمكن فيه تفادي مثل هذه المراحل المتقدمة من المرض بتوعية بسيطة وتشخيص مبكر للمرض. بدوره أوضح فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري بالعاصمة، أن التوعية تبقى أهم وسيلة لتجنب مضاعفات السكري على غرار فقدان البصر، بتر الأعضاء، القصور الكلوي وأزمة شرايين الدماغ. الدكتور عويش سمير، مختص في علاج داء السكري، بمستشفى مصطفى باشا، قال من جهته، إن المرض يعتبر خطرا حقيقيا من حيث التكفل بالمريض وكذا التعقيدات التي ترافقه، ويبقى أن الهدف من هذه الحملة التحسيسية المفتوحة أمام المواطنين هو تشخيص المرض أولا ومن ثم تشخيص تعقيدات هذا الداء، على أساس أن التشخيص المبكر لتعقيدات السكري يسمح بتفادي عدة مخاطر مثل البتر وغيرها من الحالات المعقدة، إضافة إلى حالات الوفاة كمرحلة أخيرة. وأضاف الدكتور عويش، أنه بين 8 إلى 10 بالمائة من الجزائريين مصابون بداء السكري، أي ما يعادل 5,2 مليون شخص، حيث يمثل الداء من نوع 1 المعالج بالأنسولين 10 بالمائة من العدد الإجمالي للإصابات، فيما يمثل النوع الثاني من داء السكري 90 بالمائة من الحالات، وبالنسبة للمتحدث، فإن أغلب الحالات الناجمة عن النوع الثاني من السكري تقف وراءها أسباب مرتبطة بالوراثة، نوعية المعيشة والمحيط، النظام الغذائي، نقص الحركة والتدخين. كذلك هو الحال بالنسبة للأطفال الذين يعانون من البدانة وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر السكري، وفي هذا الصدد كشف الدكتور أن ربع أطفال الجزائر يعانون البدانة وفق ما أكدته إحدى الدراسات. وعن تكلفة علاج المرضى خاصة في حال التعقيدات، أكد الدكتور أن التكلفة المباشرة ضخمة، كما أن التكلفة غير المباشرة والتي ما تنعكس عادة على اقتصاد الوطن بسبب الإعاقات والمصاريف الصحية فهي تمثل 25 بالمائة من التكلفة المباشرة، مشيرا إلى أن هناك إحصائيات تفيد بأن تكلفة علاج حالة بتر لعضو من أعضاء احد المصابين بداء السكري تصل إلى 90 مليون سنتيم. واعتبرت الدكتورة نادية بوعمران، المختصة في الطب الداخلي، بعيادة جوارية بحيدرة، أن داء السكري يحمل مقاربة، تجمع بين ذلك المرض الحليم الذي لا يحس صاحبه بأي أعراض أو ألم وذلك المرض الخطير من حيث التعقيدات، كما أشارت إلى بعض الصعوبات التي تعترض عمل الطاقم الطبيب على مستوى المؤسسات الصحية الجوارية وفي مقدمتها نقص الإمكانيات التقنية التي تسمح بإجراء فحوصات والتكفل بتعقيدات مرضى السكري، وعليه يبقى خياران كلاهما مر، فإما أن يتم توجيه المريض إلى مستشفيات بمواعيد طويلة المدى أو توجيهه نحو العيادات الخاصة.